البنزين وزيادته!
لماذا زادت أسعار البنزين والسولار رغم اتجاه الأسعار العالمية للبترول للتخفيض؟
الإجابة إن السبب هو انخفاض قيمة الجنيه.. فهذا الانخفاض ترتب عليه تلقائيا زيادة دعم المنتجات البترولية والكهرباء، بعد أن كدنا نتخلص من هذا الدعم في الموازنة، وتقلص إلى حد كبير..
فعندما يهبط الجنيه كما حدث خلال العام الماضى وبداية العام الحالى عاد دعم المنتجات البترولية والكهرباء للزيادة حسابيا في الموازنة العامة الحكومة.. ولآن الحكومة تريد تخفيض العجز في موازنتها، لجأت إلى رفع أسعار المواد البترولية، فضلا عن أنها ترتبط باتفاق مع صندوق النقد الدولى التزمت فيه بتخفيض الدعم في موازنتها..
وإدارة صندوق النقد سوف تناقش بعد أيام نتائج المراجعة الجديدة لاقتصادنا، لتفرج عن الشريحة الجديدة من القرض المقرر لنا على مدى ثلاث سنوات، وتبلغ قيمته نحو تسعة مليارات دولار.
والأغلب أن هذه الزيادة في أسعار البنزين والسولار سوف توقف هبوط معدل التضخم لدينا، لأنها سوف يتبعها زيادة أسعار كل أنواع النقل للبشر والسلع أيضا.. وهذا ما توقعه البنك المركزى في بيانه الأخير الذى علل فيه تثبيته لأسعار الفائدة وعدم تخفيضها بعد انخفاض معدل التضخم لثلاثة أشهر متتالية.
وحتى نخرج من دائرة الدعم بعد انخفاض الجنيه نحتاج لحماية الجنيه من الانخفاض، وذلك يقتضى خروجنا من أزمة النقد الأجنبي بزيادة مواردنا منه وتخفيض إنفاقنا منه.. ولآن زيادة مواردنا من النقد الأجنبي تحتاج لوقت يصير تخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبي ضرورة وطنية الآن.. فهل نقوم بها؟