رئيس التحرير
عصام كامل

الرقابة المفقودة.. هل تعود مع الحكومة الجديدة؟!

رضا المواطن هو البوصلة الحقيقية لأي نجاح، ولو كنت مكان أي وزير من الوزراء الجدد أو حتى القدامى الذين سيحلفون اليوم اليمين الدستورية أمام الرئيس تمهيدًا لمباشرة مهماتهم لجعلت هذا المواطن هو محور اهتمامي؛ فذلك سوف يحقق جملة أهداف دفعة واحدة، أهمها السيرة الطيبة التي سيتركها هذا المسئول أو ذاك بعد مغادرة منصبه طالت المدة أو قصرت فهذا مصير آتٍ لا محالة وليس أقرب من مرور الأيام.. 

 

كما أن رضا المواطن سيعزز لا أقول شرعية الحكومة بل مكانتها في أعين المواطنين وأمام الرأي العام في الداخل والخارج، وهو سوف يعود بالفائدة على الوطن والدولة ونظام الحكم بالدرجة الأولى، ومثل هذا الرضا إذا تحقق فلسوف يخلق حالة استقرار مستدام تبقي الحكومة في الأمان.


وإلى أن يتحقق مثل هذا الرضا، وإلى أن يقتنع الوزراء، جديدهم وقديمهم، بجدوى مثل هذا الرضا، فإن تحقيق مثل هذا المسلك لا يستجدى من ضمائر المسئولين، بل لابد من تفعيل آليات الرقابة الشعبية والبرلمانية على السواء، ورأيي أن الرقابة البرلمانية ليست في أحسن حالاتها.. 

 

فلم نجد مثلًا استجوابًا برلمانيًا للحكومة عقب تفاقم أزمة انقطاع التيار، ولا عقب واقعة امتحان الفيزياء في الثانوية العامة، ولا في غيرها من الأحداث ذات الشأن والخطر، أو الأحداث والقضايا المصيرية مثل سد النهضة وخطورته على أمننا المائي، ولا تفاقم الديون والفوائد ولا غيرها من الملفات شديدة الأهمية!


فإذا كانت المهمة الرئيسية للبرلمان -أي برلمان- هى الرقابة علي أعمال  الحكومة والتشريع بما يضمن تيسير حياة الناس والحفاظ على حقوقهم وتلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم.. أما مهمة الرقابة فهي لا تزال ضعيفة أو شبه معدومة.. فلم نر استجوابًا واحدًا من هذا البرلمان رغم  الأزمات  الكبري..

 

كما أن دور الإعلام والصحافة  ليس أحسن حالًا من البرلمان، فرغم الأهمية الكبرى لهذا الدور في الديمقراطيات الحديثة  في كشف الفساد وتفعيل الرقابة علي أعمال  الحكومة والبرلمان وكافة مؤسسات الدولة.. لكن هذا الدور هو الآخر  شبه غائب نتيجة أن الإعلام بمختلف وسائله يعزف نغمة واحدة، نغمة لا تجتهد في تبصير الحكومة بمواطن القصور حتى تولدت لديها قناعة أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان..

 

والنتيجة ما نراه من ضعف في أدائها في ملفات عديدة لعل أهم تجليات هذا الضعف في تراجع إنتاج الغاز بصورة تدعو للحيرة والدهشة والتساؤل بعد أن كان منذ أشهر معدودات مثار فخر من الحكومة ذاتها..

 

 

متى يعود دور البرلمان والإعلام والصحافة.. وهل نرى مثل هذا الدور الفاعل مع الحكومة الجديدة التي نرجو أن تشجع حرية النقد وحرية الرأي والتعبير.. حتى يبقى رضا الناس هو المعيار الوحيد لنجاح الحكومة أي حكومة.. الرقابة مهمة سواء من البرلمان أو الإعلام ومن دونهما لن نتقدم خطوة واحدة للأمام.

الجريدة الرسمية