الصمت دواء الغضب!
الغضب داء يصيب كثيرًا من الناس بشكل لا إرادي.. ورغم ذلك فقد حذرنا منه الرسول الكريم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال إن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “أوصني، قال: (لا تغضب)، فردّد، قال: (لا تغضب)”..
وقد تعجب حين تعلم أن الغضب مدمر للصحة والعلاقات الإنسانية؛ فالغضب أعمى قد يدفع صاحبه لارتكاب جرائم لا حدود لها؛ فالرجل قد يطلق زوجته بكلمة في لحظة غضب أعمي، وقد يخسر أقرب الناس إليه في نوبة غاضب عاصف تدمر كل شيء.
لكن هل سألت نفسك: ماذا يفعل الغضب بجسم الإنسان مثلًا؟! يقول أهل الطب: إن نوبة غضب شديد قد تؤثر على صحة القلب بشكل كبير، ويتضاعف خطر الإصابة بنوبة القلب بعد نوبة الغضب بساعتين تقريبًا، أما الغضب المكبوت ولفترات طويلة فمن شأنه أن يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الشريان التاجي وضغط الدم.
وربما وقعت السكتة الدماغية بعد نوبة غضب؛ والمؤكد أنها تتضاعف ثلاث مرات خلال ساعتين من نوبة غضب، كما يتسبب الغضب في خفض وإضعاف كفاءة الجهاز المناعي ما يجعل الإنسان عرضة للأمراض، والتوتر والاكتئاب، كما تتأثر به صحة الرئتين سلبًا؛ إذ إن هرمونات التوتر المرتبطة بنوبات الغضب تسبب زيادة خطر الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية، وترفع من خطر الوفاة المبكرة نتيجة الإصابة بالصداع، ناهيك عن التعرض لمشكلات مثل: عسر الهضم.
والسؤال كيف نتقي شر الغضب؟! يقول سقراط: "دواء الغضب، الصمت"، ولتفادي حمى الغضب عوِّد نفسك التأني والصبر، وعليك بتغيير الحالة التي كنت عليها وقت الغضب، وأن تمسك لسانك، وإذا استطعت أن تتوضأ فلتفعل، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم!
ثم تعرّف على الأسباب التي تقودك للغضب أو تراكم الغضب بداخلك، أو حتى تجعلك تنفجر غضبًا مرة واحدة. وإذا شعرت باقتراب نار الغضب منك فابتعد قليلًا عن مسبباته حتى تهدأ.. ولا تتعجل بالرد حتى لا يزداد الأمر سوءًا.
مارس تقنيات التقليل من التوتر، مثل: تمارين التنفس بعمق، وتحويل تركيزك لبضع دقائق.. أو قم بممارسة نشاط بدني معين، مثل: الركض، أو المشي.. تحدث مع شخص تثق به حول نوبة الغضب التي تشعر بها، أو يمكنك طلب المساعدة من معالج أو مجموعات الدعم للتعرف على طرق التحكم بنوبات الغضب.. وتذكر دائمًا أن القوى من ملك نفسه عند الغضب.
يقول الرسول الكريم: ما تعدُّونَ فيكمُ الصُّرعةَ؟ قُلنا: الَّذي لا تصرَعُهُ الرِّجالُ، قالَ: لا ولَكِنِ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ.. ويقول الله تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (آل عمران: 134)