انخفاض الأسعار في الإعلام!
المصريون الذين يعيشون في الخارج سعداء بانخفاض أسعار العديد من السلع خاصة الغذائية الذى يتابعونه يوميا في إعلامنا.. أما المصريون الذين يعيشون داخل البلاد يبحثون عن هذا التخفيض في الأسعار بالأسواق ولا يجدونه!
حتى التخفيض المتفق عليه في أسعار الخبز بين ممثلى أصحاب المخابز والغرف التجارية لم يحدث إلا جزئيا ولم تلتزم به العديد من المخابز! وهناك الآن حملات لمقاطعة شراء الأسماك في بورسعيد والإسكندرية لارتفاع أسعارها، وحملات لمقاطعة شراء اللحوم بالقاهرة لتخفيض أسعارها!
وهذا أمر لابد وأنه يثير تساؤلات المواطنين.. فالإعلام الذى يتحدث عن انخفاض الأسعار بشكل يومى الآن لا يقوم بدوره للتأكد من حدوث هذا الانخفاض على أرض الواقع، أى في الأسواق.. وذات الشىء لم تفعله الحكومة بأجهزتها التى تتابع حركة الأسعار في الأسواق أيضا.
إن الحديث في الإعلام عن إنخفاض العديد من الأسعار دون أن يتحقق ذلك في الأسواق مثير لاستفزاز المواطنين، ويتعين أن يتوقف الإعلام عن ذلك، ويتعين عليه ألا يتحدث عن انخفاض في الأسعار قبل أن يتحقق من حدوثه بالفعل في الأسواق.. فهذا واجبه البديهى الذى يفرض عليه أن يدقق ما يقوله ويذيعه ويروجه ويتحقق من صحته.
وعلى الحكومة التى تعهدت بمواجهة التضخم والسيطرة على الغلاء أن تعلم هى وبشكل دورى الناس بحالة وحركة الأسعار في الأسواق حتى يستند إليها الإعلام فيما ينشره ويذيعه بدلا من ترويج أخبار ومعلومات غير صحيحة وغير حقيقية، أو هى مجرد وعود لم تتحقق على أرض الواقع.
كما أن الترويج لإنخفاض في الأسعار للسلع الغذائية لم يتحقق فعلا يضر ولا يفيد.. يضر لأنه يثير ضيق الناس ويحبطهم ولا يجعلهم يصدقون الإعلام في أمور أخرى يتناولها، بينما أهم شىء لفاعلية وتأثير الإعلام هو مصداقيته لدى جمهور المواطنين.