خضوع الفن للسياسة!
الفنان الراحل صلاح السعدني الذى تبارى كثيرون في الإشادة به بعد موته هو مثال صارخ لخضوع الفن للسياسة.. فهو شقيق للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني الذى تمت ملاحقته أمنيا فى بداية حكم السادات، لعلاقته بعدد ممن أطلق عليهم السادات مراكز القوى الذين الذين زُج بهم في السجون، وبعد خروج السعدني الكبير من السجن خرج من مصر حتى لا يدخل السجن مجددا..
وخلال سنوات هجرة السعدني الكبير، مصر صدرت التعليمات بحرمان السعدني الصغير من ممارسة عمله وهو التمثيل، فاختفى من الشاشة الكبيرة والشاشة الصغيرة أيضا، ولم يفرج عنه فنيا إلا بعد أن أصدر السادات شخصيا أوامره بالسماح للشقيق الأكبر محمود السعدني بالعودة للبلاد. والسماح لشقيقه الصغير صلاح بالعودة لممارسة التمثيل والتواجد على الساحة الفنية، ليتألق صلاح ويلمع ويحقق شهرة كبيرة فى مجال الفن خلال عهد مبارك.
وهكذا.. الفن يخضع للسياسة ويتدخل في شؤونه الحكام ورجال الأمن.. وقد دفع بعض الفنانين ثمنا لخضوع الفن للسياسة أو لتدخل الساسة والحكام في شئون الفن.. وقد حكى السعدني الكبير حكاية منع شقيقه من ممارسة عمله الفنى في بداية حكم السادات. وكيف عاد إلى ممارسة التمثيل بعد أن التقى السادات في الخارج وطلب منه العودة إلى البلاد وسؤاله عن شقيقه صلاح.
إن السياسة تتدخل في كل شئون الحياة.. الاقتصاد، والثقافة، والفن، وأيضًا الرياضة.. وإعادة قراءة تاريخنا وما شهده من وقائع تنطق بتلك الحقيقة.. وهذه الواقعة وردت تفاصيلها بلسان محمود السعدنى فى فيديو مصور تضمن الكثير من الحكاوي التى برع في روايتها فهو أحد الحكائين الكبار.