أمريكا وإيران والعرب!
انشغلنا بالسخرية من الضربة الإيرانية لإسرائيل عما حدث من قبل الأمريكان بعدها لمنع إسرائيل من الرد عليها بشكل يفجر حربا إقليمية في المنطقة، وهو ما حدث بالفعل حينما جاءت عملية أصفهان رمزية مع عدم مجاهرة إسرائيل بالقيام بها!
إن ما فعله الأمريكان مع الحلفاء الأوروبيين لمنع اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران لم يفعلوه لوقف الحرب ضد أهل غزة الدائرة منذ أكثر من ستة أشهر التي سقط فيها نحو 34 ألف شهيد ومائة ألف جريح.. وذلك يعكس بجلاء وزن الإيرانيين لدى الأمريكان ووزننا نحن العرب لديهم!
لقد استخدمت أمريكا ومعها حلفاءها الأوروبيين كل نفوذها لدى اسرائيل لمنعها من القيام بعمل عسكرى يثير استفزاز إيران ويدفعها للرد مجددا، وفى ذات الوقت استخدمت أمريكا حق النقض لمنع إصدار قرار من مجلس الأمن لقبول فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة..
كما أن أمريكا لم تستخدم بعض نفوذها فى العالم لوقف الحرب البشعة ضد أهل غزة رغم أنها بمثابة حرب إبادة لهم سواء بالاسلحة النارية أو بسلاح التجويع!
وبصراحة نحن العرب المسئولون عن ذلك.. فنحن لم نظهر للامريكان كم نحن غاضبون لمواقفهم العدائية تجاه الأشقاء الفلسطينيين والداعمة لإسرائيل بما يقدمونه لإسرائيل من أموال وأسلحة وحماية دولية! ونحن لم نظهر للأمريكان أنهم بمواقفهم العدائية هذه إنما يهددون مصالحهم في منطقتنا!
إننا نحن العرب لم نتجاوز في علاقاتنا مع الأمريكان نطاق المناشدات بعد، على عكس الإيرانيين وأيضًا الأتراك.. وتلك هي المشكلة.. ولو أظهرنا العين العربية الحمراء قليلا لتغيرت المواقف الأمريكية تجاهنا واحترمت ما يُغضبنا وما يستفزنا وتجنبت أن تتخذ موقفا لا يرضينا.. أو باختصار لعمالتنا كما تعامل إيران!