يبشروننا بالأموال الساخنة!
بعد الهروب الجماعى المفاجىء للأموال الساخنة من أسواقنا ووقوعنا في أزمة شُح الدولار التى خنقت اقتصادنا وهبطت بقيمة الجنيه للثلث، قال وزير المالية أننا وعينا الدرس ولن نعود للإعتماد عليها مجددا لسد الفجوة الدولارية التى تلازمنا منذ سنوات طويلة.. ولكن الآن وبعد أن قمنا بتعويم الجنيه وتخفيض قيمته خرج علينا رئيس أحد البنوك العامة المهمة ليُبشرنا بعودة الأموال الساخنة مجددا إلى السوق المصرى!
فهل نحن نسينا الدرس الذى تحدث عنه وزير المالية لمرور وقت على ما قاله.. أم إن ما قاله وزير المالية عن أننا وعينا درس الرهان والإعتماد على الأموال الساخنة كان من قبيل التمنى أو كان مجرد رغبة تبددت وزالت؟!
أيا كان الأمر فإننا أمام خطر العودة للرهان والاعتماد على الأموال الساخنة لسد الفجوة الدولارية كما كان الحال بعد تعويم عام 2016.. وهذا يمثل خطرا كبيرا.. فالاعتماد على الأموال الساخنة غير مضمون وغير آمن، لأن هذه الأموال يمكن أن تكرر هجرنا بشكل جماعى كما حدث عام 2021..
حينما خرج من السوق المصرى أكثر من عشرين مليار في وقت واحد، وتركتنا نعانى أزمة شُح الدولار.. والإعتماد مجددا على تلك الأموال الساخنة يهددنا باشتعال أزمة شُح الدولار بعد بضعة سنوات، ويهدر تضحيات عموم المصريين وتحملهم تداعيات ذلك، وأهمها إندلاع غلاء كبير عندما وصل معدل التضخم إلى نحو أربعين في المائة.
كما أن العودة للاعتماد على الأموال الساخنة يخالف تأكيد الرئيس السيسى حول العلاج النهائى لأزمة شُح الدولار، والذى يقتضى زيادة مواردنا من النقد الأجنبي من مصادر حقيقية ومضمونة من خلال زيادة انتاجنا وزيادة صادراتنا، مع تخفيض إنفاقنا من النقد الأجنبي بتخفيض وارداتنا من الخارج وترشيد اقتراضنا من الخارج لتخفيض أعباء ديوننا الخارجية.