ميناء بايدن!
آخر شىء ممكن أن أقبله لتفسير إعلان الرئيس الامريكى بايدن إقامة ميناء في غزة لتيسير تدفق المساعدات الإغاثية لأهالى غزة هى الاعتبارات الانسانية.. أنا لا أستطيع أن أصدق أن وراء هذه الخطوة الامريكية تأثر بايدن من حرب التجويع التى يشنها الاسرائيليون ورغبته في إنقاذ أهل غزة من المجاعة التى يتعرضون لها بقسوة بالغة..
فَلَو كان هذا هو دافع بايدن لكان قد توقف عن مد إسرائيل بالأسلحة والأموال خلال هذه الحرب، ولكان قد مارس ضغوطا جادة ومؤثرة لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار.
فحتى الآن تقف أمريكا بصلابة ضد وقف إطلاق النار وتمارس الفيتو ضد كل مشروع قرار في مجلس الأمن يتضمن دعوة لوقف إطلاق النار ولو لأسباب إنسانية.. وحتى الآن أمريكا مستمرة في تقديم المال والسلاح لإسرائيل بسخاء بالغ وتتعهد باستمرار ذلك مستقبلا أيضا.
لذلك أرى إن الإدارة الامريكية تتظاهر بالإقدام على اتخاذ هذه الخطوة أنها تساعد أهل غزة وتحميهم من المجاعة التى يعيشونها.. هى تحاول إرضاء ضمير ميت وإحتواء الغضب العربى، والغضب الجماهيرى فى العالم كله.. باختصار هى تغسل يديها من دماء الفلسطينيين التى سالت على أرض غزةَ بأسلحة امريكية.
هذا هو الباعث الحقيقى وراء مشروع ميناء بايدن.. ولا أحد يتصور أن ذلك تم بدون موافقة إسرائيل وبتنسيق معها.. فالأمر لا يقتصر على إنشاء الميناء فى ساحل غزة وإنما يتسع بتأمين ممر بحرى من لإرناكا فى قبرص وحتى شاطىء غزة على البحر المتوسط، وهذا التأمين سوف تتولاه مشاركة أمريكا وإسرائيل لضمان عدم تسرب مساعدات لأهل غزة غير مرغوب فيها إسرائيليا!
أما تأكيدات واشنطن أن قواتها المشاركة في التأمين سوف تتواجد في البحر ولن تتواجد على أراضى القطاع فهو استجابة لرغبة إسرائيل التى رفضت مبكرا تواجد قوات أممية في القطاع وأصرت على أن تتولى هى تأمين القطاع لإنها تسعى لإعادة احتلاله!