الهدنة الصعبة!
بدأ شهر رمضان ولم تتحقق الهدنة في غزة التى سعت إليها مصر وأمريكا وقطر.. ومع ذلك لم تتوقف جهودها للحاق الهدنة بشهر رمضان، وتحديدا بالقرب من منتصفه.. وهناك اقتراح بهدنة قصيرة ليوم أو يومين يتم خلالها تكثيف مفاوضات هدنة طويلة تستغرق ستة أسابيع..
أما على الأرض فإن الهجمات الأسرائيلية في أنحاء قطاع غزة لم تتوقف أو تقل وتهدأ، ومازال نتنياهو يهدد باقتحام رفح الفلسطينية بالقوات الاسرائيلية البرية.
غير أن هناك تقارير إعلامية تتحدث عن تحفظ الإدارة الأمريكية على عملية رفح.. بل أن بعضها مضى بعيدا لدرجة توقع امتناع بايدن عن تقديم مزيد من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل.. وهذا ما نفاه الرئيس الامريكى في تصريحات له أكد فيها أنه يؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأنه لن يمنع مدها بالسلاح الامريكى مهما حدث!
تعنت إسرائيلي
كما أن تجديد بايدن تأكيده بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها يثير شكوكا حول ما أوردته أيضا تلك التقارير الاعلامية حول تبنى واشنطن قرارا في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة إذا ما نفذ نتنياهو عملية رفح.
وبالطبع ذلك يثير شكوكا حول إمكانية ممارسة واشنطن ضغوطا على حكومة نتنياهو لكى توافق على إتفاق هدنة جديدة.. وهذا يضيف صعوبات جديدة للتوصل إلى إتفاق الهدنة في غزة ولا يمنح الجهود المصرية والقطرية ما تحتاجه من دعم أمريكى، في ظل الرعاية الامريكية الكاملة والواسعة للحرب في غزة.
ويعد ذلك وضعا غير مشجع لحماس التى تتمسك بأن تفضى أية هدنة جديدة إلى وقف كامل لإطلاق النار.. وهو ما ترفضه إسرائيل الآن.. كما تتمسك بالحصول على قائمة بأسماء الأسرى الاسرائيليين في غزة الذين مازالوا على قيد الحياة، بينما حماس تقول أنها لا تستطيع ذلك في ظل إطلاق النار، وأنه يتعين وقف إطلاق النار حتى تتمكن من حصر الأسرى الاسرائيليين المتفرقين في القطاع..
وقد رفض نتنياهو إيفاد مشاركين في مباحثات القاهرة للتوصل إلى الهدنة الإسبوع الماضى، كما تحدثت الصحف الاسرائيلية عن أن نتنياهو قام أيضا بمنع المشاركين الإسرائيليين في مباحثات الهدنة من إبداء أية مرونة وإستمرار التعنت.. ولاشك أن كل ذلك يضفى صعوبات إضافية تواجه جهود التوصل إلى هدنة تلحق بشهر رمضان.