اللواء وسام حافظ يكشف دور رجال الضفادع البشرية في إغراق المدمرة إيلات
قال اللواء أ.ح. بحري وسام حافظ ، خلال احتفال نقابة المهندسين بالذكرى الـ 49 بانتصارات أكتوبر المجيدة، انضممت للمجموعة "39 قتال" بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي، وذلك عقب عودتي من اليمن في 12 يونيو 1967، و بداية ما قامت به المجموعة، كان أسر إسرائيلي والنصر على إسرائيل في "حرب الألغام"، وتكبدها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد في تلك الحرب التي دارت في سيناء.
وأشار "وسام" إلى أنه كان هناك بعض التحركات، قائلًا: كنا نقوم بالإغارة على كمائن العدو لتدميرها كل سبت، لأنه يوم إجازة رسمية بالنسبة لهم وكنا نسميها فيما بيننا بـ"فسحة السبت"، فتمكنت مع النقيب إسلام توفيق والرقيب أول عبد المنعم غلوش، من العودة سالمين بعد تدمير عدد من كمائن العدو بطول ساحل القناة، وبصحبتنا صاروخان حديثان ومطوران، حملناهما معنا للضفة الغربية للقناة، من أجل دراستهما ومعرفة مداهما، وقمنا بـ16عملية طوال فترة الاستنزاف وكان على رأسها معركة "لسان التمساح".
وروى القبطان وسام القصة الكاملة لاستهداف رجال الضفادع البشرية المصرية للسفن الإسرائيلية في ميناء إيلات، وكذلك تفاصيل الهجوم بالصورايخ على إيلات منتصف عام 1969، ردا على ضرب إسرائيل مدرسة بحر البقر، وبعد تلك العملية أوقف العدو ضرب المدنيين في مصر.
سلاح الصاعقة البحرية
وأكد أن سلاح الصاعقة البحرية عمل على رفع الروح المعنوية للجيش والشعب المصري وبث الأمل من جديد في استرداد الأرض المسلوبة من العدو، منها على سبيل المثال وأشهرها والتي كان لها صدى عالميا، قيام "الضفادع البشرية" بإغراق المدمرة "إيلات" عام 1970 وتدمير الناقلتين البحريتين "بيت شيفع "و"بات يام"، وذلك ردا على الغارة الإسرائيلية على منطقتي أبو الدرج والزعفرانة المصرية، كما قامت بتدمير الحفار الجديد الذي اشترته إسرائيل من كندا لتستخدمه في عمليات حفر لاستخراج البترول من منطقة خليج السويس.
وفي كلمته أشار اللواء أ.ح. محمد عبد العظيم إلى دور المهندسين المهم في إنشاء الصواريخ في 30 يونيو 1970 وإسقاط 8 طائرات إف 16، موضحًا أن سلاح المهندسين نجح في إحداث 70 ثغرة في خط بارليف بعد عبوره القناة.
وقال عبد العظيم: إن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أنه من المستحيل أن يتم إحداث ثقبًا واحدًا في خط بارليف حتى لو اجتمع سلاح المهندسين في أمريكا وبريطانيا متحدين ولكن بفضل عقلية المهندس المصري تغلبنا على هذا المانع، مضيفًا أن دور المهندس المصري وضح جليًا في إبطال مفعول أنابيب النابالم الموجودة في قناة السويس كما استطاع تحويل وقود الطائرات إلى سولار لتزويد المركبات عن طريق إضافة بعض الكيماويات.
الدفاع عن الوطن
وقال الأنبا مرقس – مطران شبرا والنائب البابوي- أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس، موجها التحية لكل من شارك في حرب أكتوبر وأعاد للوطن حقه وكرامته.
وأكد مطران شبرا أن مصر تسعى دائما إلى السلام،ولكنها أبدا لا تتنازل عن أي حق من حقوقها.. وقال “ مصر الأن على الطريق الصحيح، بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يولى اهتماما كبيرا ببناء الإنسان وتوفير حياة كريمة لكل المصريين، وبفضل ما يقوم به من مجهودات جبارة ستصبح مصر قريبا أم الدنيا وأحد أفضل دول العالم”.
وأضاف "مصر معدنها أصيل، ولا فرق فيها الآن بين مسلم ومسيحي إلا في دور العبادة، وهو ما يجسد بشكل واضح أن المصريين نسيج وطني واحد".
تحقيق نصر أكتوبر
ومن جانبه أكد اللواء طيار– أركان حرب- ساجي لاشين أحد أبطال حرب أكتوبر – أن دور المهندسين العسكريين في تحقيق نصر أكتوبر 1973 كان عظيما وحاسما، قائلا: "المهندسون حققوا بطولات خارقة في حرب أكتوبر، لم يتم الكشف عن أغلبها حتى الآن".
وأضاف: صاحب فكرة استخدام المياه في اختراق خط بارليف، هو المقدم مهندس باقي زكي يوسف، وهي الفكرة التي مزقت هذا خط بارليف المنيع، وهناك ملازم مهندس كشف اختراق إسرائيل لتليفونات قادة الجيوش، وبفضله تم وقف تجسس الإسرائيليين على تحركات الجيش المصري، وهناك مئات البطولات الأخرى التي قام بها المهندسون خلال الحرب.
وواصل: قبيل الحرب بنحو ثلاثة أشهر اجتمع الرئيس الراحل أنور السادات مع قادة الأسراب المقاتلة، وتحدث معنا حول الحالة التى تعيشها مصر فى ذلك التوقيت، وأكد أن الجيش سوف يحارب لا محالة، حتى يستعيد الجندى المصرى كرامته وسمعته، وخط بارليف لن يحمي إسرائيل من هجماتنا، ولابد من استعادة كامل مدن سيناء، ونفتح قناة السويس للملاحة الدولية".
وأكد " لاشين أن حرب أكتوبر هي أعظم حرب في التاريخ في ثلاث أمور وهي السرية والخداع والتوقيت" وقال" نفذت مصر خطة خداع عظيمة لأقناع العالم وعلي رأسه اسرائيل نفسها، بأن مصر لن تحارب، وتم الإعلان عن سفر الرئيس السادات لدولة أوربية في الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر1973، وسفر قائد القوات الجوية المصرية إلى ليبيا في ذات التوقيت،وبالفعل خدعنا إسرائيل بشكل كامل حتى فوجئت بالحرب".
وتابع: "كان اختيار يوم 6 أكتوبر 1973 اختيارا عبقريا فهو يوم عيد كيبور في اسرائيل، وهو اليوم الذي تكون فيه إسرائيل في حالة سكون تام، وكان هذا اليوم هو العاشر من رمضان، وفي ذلك التوقيت يكون ضوء القمر كافيا لكي يسير الجنود المصريين ليلا دون الحاجة لإضاءة اكتفاء بنور القمر، وكذلك كان اختيار الساعة الثانية ظهر، لبدء العبور اختيارا عبقريا، فهذا التوقيت أتاح بناء كباري العبور وبدء موجات عبور القوات المصرية في أدني معدل لسرعة موجات مياه قناة السويس".
تحركات القوات الثقيلة
بدوره أوضح اللواء أ.ح. طيار حسين مسعود- وزير الطيران الأسبق- أنه أثناء حرب أكتوبر برتبة مهندس نقيب في سرب الهليكوبتر بالكتيبة 143 صاعقة، لافتًا إلى أن الحروب تبدأ بتحركات القوات الثقيلة ودور الصاعقة يأتي خلف خطوط العدو، وكان دوره إسقاط المظليين وإنزال قوات الصاعقة خلف خطوط العدو 30 كيلو، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر شهدت ولأول مرة مقابلة الفرد للدبابة، وقال: أن طائرته أصيبت في الذيل واضطر إلى الهبوط وفور هبوطها قام بتفجيرها حتى لا يستولى عليها العدو.
وفي كلمته أعرب اللواء أركان حرب طيار أحمد المنصوري عن فخره بإطلاق لقب "الطيار المجنون" عليه من قِبل الجيش الإسرائيلي. مستعرضا ذكرياته في حرب أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى أنه اشترك بجميع المعارك بما فيها حرب الاستنزاف التي تعد التمهيد الأساسي لنصر أكتوبر، مقدما التحية لشهداء الحرب.
وقال المنصوري أن مصر خاضت حربا مستحيلة بالمفاهيم العسكرية وكان هناك توقعات بأن خسائر الجيش المصري حال أقدامه على تلك الحرب ستصل إلى ٥٠ ٪ في البشر والعتاد، مستطردا " لكننا لم نفكر في ذلك ولكننا تحدينا كل الصعوبات وانتصرنا دون حدوث تلك التوقعات وعبرنا القناة بـ٢٢٥ طائرة وكنت قائد تشكيل طائرات وكان أول شهيد طيار في الحرب هو الشهيد طيار عاطف السادات شقيق الرئيس الراحل محمد أنور السادات". مختتما كلمته بقوله " احنا كنا نحارب منتخب جيوش العالم".
إنشاء حائط الصواريخ
فيما أكد اللواء د.م. مصطفى هدهود محافظ البحيرة سابقا أن دور المهندسين في حرب الاستنزاف كان دورا مهما، تلك الحرب التي تعد استعدادا لحرب أكتوبر 73، مشيرا الى أن انشاء الكلية الفنية العسكرية كان لها دورا كبيرا في تحقيق دفعة قوية في مجال استخدام الأسلحة وهندسة الأسلحة.
وكشف هدهود أن إسرائيل اعترفت باختلاف الجندي والضابط المصري في حرب أكتوبر 1973 عما كان سابقا بسبب العنصر الهندسي، فكان دور المهندسين في الحرب مهما وكبيرا مع باقي القوات، مؤكدا أن حرب أكتوبر ملحمة شعبية شهدت تكاتف قوى الشعب والقوات المسلحة.
وعدد "هدهود" أدوار المهندس المصري سواء في مرحلة الإعداد لحرب أكتوبر أو أثناء الحرب مشيرا الى ان من اهم هذه الأدوار هو إنشاء حائط الصواريخ والذي يعد ملحمة وطنية، وكذا انتاج بعض المعدات والأسلحة بدلا من استيرادها، وكذا دورهم فى صيانة الدبابات والطائرات والمركبات وإنشاء الكبارى على القناة.
واختتمت الاحتفالية بتكريم الحضور من أبطال حرب أكتوبر وتسليم دروع خاصة لهم.