تحريض لأمريكا ضد الحكم فى مصر!
كما حدث من قبل فإن الذين يدعون المصريين الآن للانتفاض ضد الحكم في البلاد الشهر المقبل ، يقومون الآن بتحريض أمريكا ضده حتى تساعدهم في تحقيق هدفهم!.. فهم يرون أن الموقف المصرى في حرب أوكرانيا هو موقف مساند للروس ومعاد لأمريكا ، وعليها ألا تتغافل عن ذلك وإنما عليها معاقبة الحكم في مصر من خلال دعمهم ومساندتهم في دعوتهم لتحقيق تغيير سياسي في البلاد!
هؤلاء لا يهمهم أنهم بذلك يفتحون الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي، الأمريكى، في شئوننا الداخلية، وهو أمر لا تحمد عقباه، لأنه يفضى في نهاية المطاف لفقد استقلالنا السياسى والاقتصادى أيضا، ويمنح للأمريكان فرصة للوصاية علينا.. إنما كل ما يهمهم هو التخلص من الحكم الحالى للبلاد، وتحقيق رغبتهم في الانتقام منه التى تراودهم بإلحاح منذ عدة سنوات مضت..
وهذا ما حدث وشاهدناه بشكل صارخ قبل يناير ٢٠١١.. فقد حدث أيضا تحريض من بعض المصريين ضد الحكم فى مصر وقتها، بل حدثت دعوة مباشرة لأمريكا للمساعدة في تحقيق ذلك.. هؤلاء راهنوا بشدة علي أمريكا لتصنع لهم دولة مدنية ديمقراطية حديثة، رغم أن الديمقراطية لا تستورد من الخارج، ورغم أن الأمريكان تاريخهم حافل بدعم الديكتاتوريات في العالم منذ الحرب العالمية الثانية..
وقد كانت أول مهمة تكلف بها المخابرات المركزية الأمريكية فور تأسيسها في نهاية الأربعينيات من القرن الماضى هى دعم الحزب الديمقراطى المسيحي في الانتخابات الإيطالية البرلمانية، لمنع فوز كان متوقعا للحزب الشيوعي الإيطالى، وفى سبيل ذلك تعاونت أمريكا مع المافيا الإيطالية وقتها.
وبغض النظر عن استجابة أوعدم إستجابة أمريكا الآن تحت حكم بايدن لهذا التحريض، فإن مجرد حدوث التحريض يثير الشكوك في نوايا أصحابه، ويكشف أن كل ما يهمهم فقط هو السلطة وليست مصلحة الشعب.