في ذكرى نصر أكتوبر.. معركة تبة الشجرة بالإسماعيلية تروي بطولات الجيش المصري
تقع النقطة الحصينة لـ"تبة الشجرة" أو ما تعرف "الأفعى" على بعد ٩ كيلو متر شرق قناة السويس، وبينها وبين محافظة الإسماعيلية ١٠ كيلو متر، وتبعد ب ٧٥٠ مترا من الطريق الأوسط وترتبط بطرق ومدقات من جميع الاتجاهات، وتعتبر تلك النقطة الحصينة أعلى نقطة بالمنطقة حيث اختار العدو موقعها الذى يرتفع عن الأرض لأكثر من ٧٠ مترا لتكون مرتفعة عن مستوى الأرض لسهولة عملية الاستطلاع ورصد تحركات الجيش المصرى بالضفة الغربية لقناة السويس من البلاح شمالا وحتى الدفرسوار جنوبا.
واستولت عليها قوات الجيش المصرى في معركة باسلة يوم ٣ من أكتوبر ضمن خطة الجيش المصرى خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣ لاقتحام النقاط الحصينة للعدو حيث كُلف الجيش المصري باقتحام وإسقاط ٢٢ نقطة حصينة، داخل خطوط العدو الذى اتخذها مراكز للعمليات العسكرية العدوانية والتي كان العدو من خلالها يحاول الاستيلاء على مصر وسيناء.
محتويات التبة
تحتوي نقطة تبة الشجرة على موقعين متصلين باتفاق بها نقط محصنة موقع أول كانت تدار فيه عمليات الجيش على خط قناة السويس، والموقع الثاني مخصص للأعمال الإدارية وغرف خاصة بإعاشة ومبيت الجنود والقادة العسكريين.
تم تصميم النقطة الحصينة لتبة الشجرة بطريقة جعلتها إحدى النقاط القوية حيث تم استخدام نوع معين من أنواع الصخور التي لديها القدرة على امتصاص الصدمات الانفجارية الناتجة عن ضربات القذائف من المدفعية والصواريخ.
كما تم احاطة تلك النقطة الحصينة بحقول من الألغام والاسلاك الشائكة لتكون مضادة للأفراد والدبابات، كما نظم هذا الموقع بطريقة الدفاع الدائرى ليوفر الوقاية من جميع الجهات حتى في حالة الهجوم عليه من الخلف.
ذكرى معركة تبة الشجرة
وفي الساعة الخامسة مساء اليوم الثالث من العبور صدرت أوامر قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش المصرى التى نفذت العبور العظيم، إلى قائد اللواء الرابع بتطوير الهجوم شرقا وسرعة الاستيلاء على نقطة " تبة الشجرة "، لشل وارباك العدو تلك النقطة المسئولة عن القطاع الأوسط وعزلها بعيدا عن المعركة.
وعلى الفور صدرت الأوامر من قائد اللواء الرابع إلى قائد الكتيبة الثانية مشاة لتنفيذ هذه المهمة حيث تم دفع مجموعات قتالية بين مجموعات الاستطلاع واقتناص الدبابات، وسرية مشاة تعمل كحائط نارى لمواجهة "تبة الشجرة "، والالتفاف بقوة الكتيبة على سرية لتدمير الموقع بعد محاصرته من جميع الجوانب.
واستمرت المعركة لمدة ٥ ساعات وحتى الساعة ١٠ من مساء اليوم الثالث حتى تم تنفيذ المهمة والاستيلاء على الموقع بعد أن فرت قوات العدو، وفي يوم التاسع من أكتوبر قامت القوات المصرية بصد عدد من الهجمات التي شنها جيش العدو في محاولة لاسترداد موقع تبة الشجرة وتكبد العدو خسائر جثيمة بين ٥ دبابات و٤ عربات مجنزرة حتى أصبح الموقع تحت سيطرة القوات المسلحة المصرية، بعد أن قدمت مصر العشرات من الشهداء خلال تلك المعركة الباسلة.
وقررت قيادة الجيش الثاني الميداني الإبقاء على مكونات وموقع تبة الشجرة كاملا وإعداد وتجهيزه ليكون أثرا تاريخيا يحكي للأجيال قصص البطولة والفداء ونفرات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه اختلطت دمائهم برمال أرض سيناء الحبيبة محافظين على كل شبر منها ليوم يبعثون فيه شهداء.