في ذكرى استشهاد قائد العبور.. هذا ما حدث تفصيلا يوم اغتيال الرئيس السادات
انتصرت قواتنا المسلحة وأعادت الكرامة بمحو نكسة 1967؛ ففي مثل هذا اليوم عام 1973 حقق الجيش المصرى العبور العظيم وتحطيم خط بارليف، واستمر الاحتفال بالعبور كل عام في هذا اليوم تخليدًا واحتفالًا بالنصر، وفى مثل هذا اليوم 6 أكتوبر 1981 وأثناء احتفال الرئيس أنور السادات وسط ضباطه وجنوده بالذكرى الثامنة للنصر امتدت يد الإرهاب الآثمة إلى قائد العبور بتصويب النيران إليه واغتياله بغير ذنب جنا
فأثناء العرض العسكري وقعت حادثة اغتيال الرئيس الراحل في المنصة الرئيسية للعرض، وكان موكب الرئيس السادات قد وصل إلى منصة الاحتفال وصافح الرئيس القادة وأطلقت المدفعية تحية من القوات المسلحة لقائدها الأعلى، وقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد آيات من الذكر الحكيم وألقى بعد ذلك وزير الدفاع كلمته، ثم اتجه السادات وكبار القادة إلى ساحة النصب التذكارى للشهداء وقرأ الفاتحة ووضع إكليلا من الزهور على أرواح الشهداء الطاهرة وعزفت الموسيقى سلام الشهيد، وعاد السادات إلى موقعِه على منصة الاحتفال.
حادث المنصة
وبدأ طابور العرض وفى الحادية عشرة و24 دقيقة تقريبًا ظهرت في سماء العرض طائرة هليكوبتر تحمل فريق مصر للقفز الحر بالباراشوت، وتوالى هبوط هؤلاء وتقدموا إلى المنصة لتحية الرئيس والقادة الكبار وكبار الضيوف، وعند عرض المدفعية توقفت عربة من بين العربات تجر المدفع الهاون وبعد ثوانٍ تقدم الضابط الإرهابى الجهادى خالد الاسلامبولى حاملًا مدفعه الرشاش ومعه زميل يحمل البندقية الآلية وألقى خالد بقنبلة يدوية دفاعية ولم تنفجر وألقى زميله قنبلة أخرى لتسقط أمام الفريق عبد رب النبى حافظ على الأرض وقذف خالد الإسلامبولى بقنبلة دخان فانفجرت وسط المنصة، وفى لحظة تقدم القتلة نحو المنصة ليطلقوا الرصاص ناحية الرئيس الراحل أنور السادات الذى كان واقفًا بعد انفجار القنابل لينتهى كل شيء.
استطاعت قوات الأمن القبضَ على القاتل ورفاقه، ووصلت طائرة هليوكوبتر خلف المنصة لتحمل الرئيس السادات إلى مستشفى المعادى لإسعافه.
وفور وصول أنور السادات إلى المستشفى العسكرى بالمعادى كان السادات قد فارق الحياة، وظل الأمل في إنقاذه موجودا بتدليك القلب والضغط على الضلوع وعمل تنفس صناعى إلى أن توقف مؤشر جهاز رسم المخ لإعلان الوفاة رسميًّا.
والرئيس أنور السادات هو أحد الضباط الأحرار، وثالث رئيس جمهورية حكم مصر، وذلك منذ أكتوبر 1970 وحتى أكتوبر 1981، وُلد أنور السادات في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية عام 1918، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وشارك في قيام ثورة يوليو 1952.
تقلد السادات مناصبَ كبرى في الدولة منذ ذلك الحين منها رئيسًا لمجلس الأمة دورتين، كما اختاره جمال عبد الناصر نائبًا له عام 1969 حتى وفاته يوم 28 سبتمبر 1970.
عودة سيناء
اشتهر السادات بجرأته وحنكته ودهائه السياسي، وهو ما ظهر بوضوح في قضائه على خصومه السياسيين فيما عُرف بثورة التصحيح.
عمل السادات على التحضير لاسترجاع شبه جزيرة سيناء من سيطرة إسرائيل إثر حرب 1967؛ حيث تمكن الجيش المصري في عهدِه من هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر وعبور قناة السويس، واستطاع تحقيق السيطرة على سيناء بعد جولات طويلة من المفاوضات.
حصل السادات عام 1978 على جائزة نوبل للسلام مناصفةً مع رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن، إثر توقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد.