رئيس التحرير
عصام كامل

نحارب في أشرف المعارك.. رسالة مقاتل عمرها نصف قرن تسطر جانبا من بطولات وأمجاد أكتوبر

رسالة من جندي بحرب
رسالة من جندي بحرب أكتوبر

تحل علينا ذكرى انتصارات حرب أكتوبر التي ما زالت تسطر في كل عام حكايات وبطولات جديدة للجيش المصري الذي استطاع تحدي الصعاب وتحقيق المستحيل، وحطم تحت أقدامه الأسطورة الإسرائيلية الكبرى خط بارليف الحصن الذي ادعت الاحتلال الإسرائيلي إنه لا يقهر.

 

وبين تلك الحكايات والأمجاد والبطولات ننشر لكم رسالة أحد الأبطال الذين شاركوا في حرب الكرامة، هذه الرسالة كتبت حروفها بالدماء وتفوح منها رائحة البارود، سطرت بين الحياة والموت، أرسلها صاحبها إلى زوجته يروي لها كيف يكتب الجيش المصري تاريخًا جديدًا لمفهوم المعارك العسكرية، ويقدم نماذج التضحية والفداء في أبهى صورها.

 

رسالة عمرها يقترب من النصف قرن كتبها الجندي المقاتل في حرب أكتوبر فاروق عبد الهادي مطر، وأوصلها إلى أهله زملائه الذين يقومون بإمداد وحدات القتال بالمعدات والأدوية والطعام في الحرب، ولم يكن بطل الحكاية يعلم إذا كان سيصل إلى زوجته كما وصلت الرسالة أم إن دماءه الزكية ستروي رمال سيناء الحبيبة.

بسم الله الرحمن الرحيم زوجتي العزيزة أم أشرف بعد صباح الخير والسؤال عن صحتكم الغالية.. من أرض البطولة والفداء من أرض سيناء الحبيبة أكتب إليكم هذه الرسالة معبرًا عن كل شوقي لرؤيتكم ورؤية الأولاد أنا بخير.. الحمد لله في تقدم مستمر لتحرير الأرض من العدو الذي أخذه الغرور، بهذه الكلمات بدأ المقاتل رسالته إلى أهله مطمئنا إياهم ومبشرهم بالنصر القريب.

 

وتابع مطر رسالته: أعرفكم بأن العدو الذي نحاربه عندما نتقدم إليه يواجه ضربات لم يسبق لها مثيل فيترك سلاحه ويضرب نارًا على كل ما يملك من معدات لأن العدو جبان وبأسرع ما يمكن يسلم نفسه للأسر بين أيدينا، والله العظيم كل ما أقوله عن العدو بأن الجبن والخوف مسيطر على العدو أمانة، وإن شاء الله سننتصر عليه بإذن الله في أقرب وقت.

وتابع كلماته: لم يكن عندكم أي شاغل من جهته وكونوا مطمئنين.. زوجتي الحبيبة رجائي عمل اللازم نحو الأولاد وخصوصًا في العيد إن شاء الله، أكتب لكم خطابي هنا وانا بجانب القنطرة شرق بعد تطهيرها من العدو.

 

واستطرد: زوجتي الحبيبة إننا نحارب في أشرف المعارك وأقدس المعارك... وان شاء الله بعد النصر سأكون موجود طرفكم..تحياتي إلى أولادي أشرف وحبيبي محسن وأنا مشتاق إليه لأني تركته وكان تعبان شوية وسلامي للحبوبة أمارة. 

 

وأضاف: أعرفكم أن الخطاب الذي أكتبه الآن لكم وأنا في موقفي بجانب القنطرة شرق الساعة الثانية عشر ظهر اليوم  ظهر الخميس 11-10-1973م.. رجائي عدم إرسال خطابات الآن لأننا في تقدم مستمر ولم أعرف العنوان علمًا بأنني أرسل إليكم هذا الخطاب مع بعض الزملاء الذين يقدمون لنا الإمداد ولكم تحياتي.

واختتم رسالته موصيًا زوجته قائلًا: زوجتي قولي لوالدتي بانها لم يكن عندها أي شاغل عن دعوتها ودعواتكم جميعا لنا بالنصر فاروق عبد الهادي مطر.

من جانبه أشار فاروق عبد الهادي مطر، نجل البطل الراحل والذي يعمل مدرسًا أن عمره عند كتابة الرسالة كان 3 سنوات، مشيرًا أن والده ظل يحكي لهم عن الحرب ومشاهدها التي لا تنسي فور عودته منها وحتى وفاته عام 2003.

الجريدة الرسمية