حرض عليه دوليا.. ماذا فعل محمد عبد الوهاب للانتقام من السنباطي بعد نجاح أغنية "الأطلال"
تعددت الصدامات بين الموسيقار محمد عبد الوهاب والموسيقار رياض السنباطى وقد أرجع النقاد هذا الخصام والصدام إلى غيرة عبد الوهاب من السنباطى وتبلورت هذه الغيرة فى مواقف متعددة.
فمن المواقف المثيرة بينهما، ما جرى في إحدى الليالي التي جمعت بين عمالقة الغناء والتلحين في منزل الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وطرح أحدهم سؤالا عن اللحن الذي غنته أم كلثوم وسيخلد لدى الجمهور على مر الزمن، فأجمعت الإجابات على لحن "الأطلال" الذي أبدعه الموسيقار رياض السنباطي وغنته أم كلثوم للشاعر إبراهيم ناجى، وحين انتبه الجميع إلى أنهم في منزل عبد الوهاب، نظروا إليه فوجدوا عينيه تفيضان بالدمع.
فأبدى البعض منهم اعتذاره لعبد الوهاب لعدم اختيار أحد ألحانه، لكن المفاجأة أن موسيقار الأجيال أجابهم بأنه لم يبك حزنا مما قالوا، لكن لأنه يتفق مع رأيهم، وهو أن "الأطلال" ستعيش أطول من غيرها من أغنيات أم كلثوم.
هذه ليلتى
وكعادته، لم يهدأ عبد الوهاب منذ ذلك اليوم، وظل يبحث حتى وجد ضالته، ووضع كل خبراته الموسيقية في لحن "هذه ليلتي" الذي تغنت به أم كلثوم، لكن لحن عبد الوهاب لم يحظ أيضا بنفس القدر من الشهرة والتألق الذي حظي به لحن "الأطلال" للسنباطي.
اعتراض على جائزة اليونسكو
وفى عام 1977 اعتزل السنباطى التلحين وعاش في عزلة في بيته بعيدا عن المجتمع الفني، وحدث أن رشح الموسيقار التونسي صالح المهدي، رئيس مجمع الموسيقى العربية التابع لجامعة الدول العربية، الموسيقار رياض السنباطي لجائزة "اليونسكو" الدولية بدلا منه احتراما لفنه وعبقريته الموسيقية الشرقية، إلا أن المهدي تلقى خطابا من الموسيقار محمد عبدالوهاب يعترض فيه على الترشح قائلا: لابد من تكريم السنباطي محليا قبل تكريمه دوليا، وطالما لم يكرم محليا فكيف يكرم دوليا ؟.
الجائزة الدولية
رد المهدى على عبدالوهاب بخطاب قال فيه:" لقد كنت أعتقد أن السنباطي شخصية عربية قامت بإثراء الإنتاج الموسيقي العربي مع حفاظها على أصالة هذا الفن، ولا أعتقد أن عربيا واحدا لا يحس موسيقاه أو ينكر دوره في الموسيقى العربية".
وعندما اجتمعت لجنة تحكيم جائزة اليونسكو ودرست الترشحات بين كل من: ليتاروا أزفيدا البرازيلي، جرينكوف الروسى، إدوارد الغانى، وجودمان الأمريكي، أجمعوا على اختيار رياض السنباطى للجائزة الدولية.
وتحدد يوم توزيع الجائزة في تشيكوسلوفاكيا، وفى نفس التوقيت وجهت أكاديمية الفنون الدعوة إلى الموسيقار رياض السنباطي لتسلم شهادة الدكتوراه الفخرية من الرئيس أنور السادات وحضور حفل كبير بمسرح سيد درويش بمدينة الفنون، إلا أن السنباطي اختار تسلم جائزة السادات على جائزة اليونسكو التي تقدر بــ 5000 دولار، وفى حفل الأكاديمية فوجئ السنباطى بحضور محمد عبدالوهاب فغضب وثار وعندما طلب السادات من السنباطى العزف والغناء رفض، مما أثار استياء السادات الذي ظل غاضبا منه حتى يوم وفاته دون أن يدري سبب رفضه الغناء في الحفل.
خصام حتى النهاية
وفى اليوم التالى اتصل عبد الوهاب بالسنباطي يهنئه على الدكتوراة قائلا “أهلا ياحبيبي”، فرد عليه السنباطى بعصبية:" لا تطلبنى هنا ابدا وأغلق سماعة التليفون واستمرت القطيعة حتى رحيله".