طبول الحرب تقرع في طرابلس.. تصعيد عسكري بين قوات باشاغا والدبيبة
بدت العاصمة الليبية وكأنها تحبس أنفاسها على وقع تحشيد عسكري متصاعد خلال الساعات الأخيرة بين قوات رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الاستقرار الوطني فتحي باشاغا الطامح لانتزاع السلطة.
وقالت مصادر عسكرية مطلعة: إن ميليشيات تابعة للدبيبة كثفت انتظارها في عدة مناطق في طرابلس بعد رصد تحركات لقوات رئيس حكومة الاستقرار الوطني من مصراتة، ما أثار مخاوف من هجوم محتمل.
محاولة لدخول العاصمة بالقوة
وشددت المصادر على أن اللواء 53 مشاة نشر مسلحين تابعين إليه للقيام بدوريات في عدة مناطق في طرابلس من أجل التصدي لأي محاولة لدخول العاصمة بالقوة، بعد أيام من تعهد باشاغا بدخولها لاستلام الحكم رغم رفض الدبيبة ذلك.
واعتبر الخبير الأمني والعسكري الدكتور عبد المنعم الشوماني أن هذه التحشيدات تعكس رغبة كل طرف سواء باشاغا أو الدبيبة في إزاحة الطرف الآخر، وهو ما عكسته الاشتباكات المتقطعة التي تعرفها طرابلس في كل مرة.
وقال الشوماني: ”لكن على الأرجح لن تكون هناك معركة حقيقية بعد هذا التحشيد، لأنه في تصوري باشاغا يحاول إزاحة الدبيبة بطريقة تشبه الانقلاب من خلال دفع قواته إلى التخلي عنه“.
وتابع ”في المقابل يراهن الدبيبة على انزلاق المواجهات وإلحاق الهزيمة بخصمه وطرد حشوده من محيط طرابلس، خاصة بعد المكاسب الشعبية الأخيرة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية“.
وحول فرص باشاغا لحسم المواجهة، قال الشوماني، إنه ”لا يريد الانزلاق نحو المواجهة، لكن إستراتيجيته هي دفع قوات الدبيبة للتخلي عنه نتيجة الضغط النفسي“.
ومرت حوالي 6 أشهر على تكليف باشاغا من قبل البرلمان الليبي، لكنه عجز حتى الآن عن إقناع الدبيبة بضرورة تسليم السلطة إليه ما جعل حكومته بمثابة حكومة موازية حيث تتخذ من مدينة سرت مقرا لها.
مواجهة عسكرية
وتتصاعد المخاوف من مواجهة عسكرية، خاصة بعد دخول مدير الاستخبارات العسكرية السابق اللواء أسامة الجويلي على خط الصراع، معلنا دعمه لباشاغا.
ونجح الجويلي في حشد عدد من الميليشيات لمساعدة رئيس حكومة الاستقرار الوطني على دخول العاصمة الليبية.
وبدوره، أكد الخبير العسكري والسياسي محمد قشوط أن ما يحدث في العاصمة طرابلس يؤكد أن القوى الداعمة لباشاغا مستعدة لأي مواجهة قد تندلع في أي لحظة.
لغة الحوار والتفاوض
وقال قشوط: إن ”التحشيد المسلح حول العاصمة طرابلس وبداخلها انطلق منذ شهر، بعد 5 أشهر منح فيها رئيس الحكومة الليبية المكلفة فتحي باشاغا فرصة تغليب لغة الحوار والتفاوض ومنطق قوة القانون، عسى أن يستجيب لها عبدالحميد الدبيبة وينصاع لمبدأ التداول السلمي وقرار مجلس النواب بإنهاء ولايته الذي منح له الثقة قبل سنة و5 أشهر“.
واستدرك الخبير العسكري والسياسي ”لكن فشلت كل تلك المساعي وجهود التسوية، واختار الدبيبة جر البلاد للتصعيد المسلح الذي من خلاله وحدت كل القوى المسلحة الداعمة لحكومة باشاغا تحركاتها وتحشيداتها وباتت مستعدة لمواجهة قد تندلع في أي لحظة داخل العاصمة لإجبار الدبيبة على تسليم السلطة“.