العاصمة الليبية في قبضة الميليشيات المسلحة.. والتحشيد يلغي لقاء القادة العسكريين
تعيش ليبيا على صفيح ساخن إثر عودة تحشيد الميلشيات من جديد في طرابلس، وسط غياب أمني أو سيطرة ملحوظة في العاصمة.
دولة المؤسسات الليبية
وتشهد الساحة السياسية الليبية مشهد سريالي في ظل تنامي نفوذ المليشيات وعبثها بأمن المواطن الليبي، لتظهر في النهاية دولة المؤسسات الليبية في حالة شلل وقصور عن أداء واجبها.
وفي ظل هذا المشهد المعقد كشفت مصادر عسكرية ليبية تأجيل الزيارة المقرر للعسكريين الليبيين من المنطقة الغربية إلى مدينة بنغازي على ضوء اشتباكات طرابلس.
مدينة بنغازي
وكان من المقرر أن يجري محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الولاية وأعضاء اللجنة العسكرية عن المنطقة الغربية زيارة هي الأولى إلى مدينة بنغازي، ليلتقوا برئيس الأركان الفريق عبدالرازق الناظوري وأعضاء اللجنة العسكرية التابعين للقيادة العامة.
والزيارة كان مخططًا لها أن تتناول بنود اتفاق توحيد المؤسسة العسكرية والأمور الإجرائية الخاصة بعملية التوحيد من سجلات عسكرية وغيرها، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
والزيارة كانت مقررة اليوم الأربعاء قبل أن يتم تأجيلها حتى إشعار آخر، لانشغال الحداد والعسكريين في الغرب بالوضع في العاصمة خاصة مع التحشيدات المستمرة والاشتباكات الأخيرة.
وعلى الرغم من ضغط الميليشيات نوهت القيادات العسكرية الليبية بأن الزيارة ستعقد في أقرب وقت ممكن بعد تثبيت الوضع الأمني في طرابلس؛ لاستكمال الترتيبات المتبقية الخاصة باتفاق توحيد المؤسسة العسكرية.
والأسبوع الماضي اجتمع الحداد والناظوري في طرابلس مع اللجنة العسكرية الليبية واتفقا على مبادئ توحيد المؤسسة العسكرية، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وعزما عقد لقاء في بنغازي لبناء الثقة بين الأطراف المختلفة.
الجيش الليبي
واستعدت القيادة العامة للجيش الليبي في بنغازي للزيارة التي كان من المرتقب أن تعقد اليوم الأربعاء، حيث عقد الناظوري اليومين الماضيين اجتماعات بمقر رئاسة الأركان العامة بالرجمة مع ضباط اللجنة العسكرية ورؤساء الأركانات النوعية، ورؤساء الهيئات ومديري الإدارات بالقوات المسلحة العربية الليبية قبل ان تتسبب جنون الميليشيات في وقف الاجتماع المنتظر لبدء اول خطوة حقيقية تجاه ليبيا الموحدة القوية.
الاشتباكات بين الميليشيات
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين الميليشيات المسلحة التي تسيطر على المنطقة.
وفي خضم جنون الحرب اندلعت أحدث المواجهات بين الميليشيات الخميس الماضي والذي شهد عدة اشتباكات بين مليشيات الردع والحرس الرئاسي بإمرة أيوب بوراس، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا بينهم مدنيين وأطفال وإصابة نحو 40 آخرين معظمهم من المدنيين، ونجحت جهود الرئاسي الليبي في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الميليشيات المتصارعة.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعمًا من بعض الدول الإقليمية والدولية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ومؤخرا، اعترى المليشيات في غرب ليبيا بشكل عام جنون، وبدأت في تعريض أمن وسلامة الليبيين للخطر إذ تجلى في عدة مواقف بينها ما حدث مؤخرًا من إغلاق المليشيات للطريق الحيوي الرابط بين شرق البلاد وغربها قبل أسبوعين.
إضافة لذلك، خطت مليشيات أخرى بقيادة المطلوب دوليا أحمد الدباشي الشهير بـ(العمو)، ذات الخطوة بقطعها الطريق الساحلي الدولي بمنطقة دحمان بالسواتر الترابية والسيارات المسلحة ومضادات الطيران.
اشتباكات الميليشيات وامن صبراته
حدث ذلك إثر اشتباكات الأربعاء الماضي بين هذه المليشيات وبين عناصر من مديرية أمن مدينة صبراتة، ما دفع بلدية المدينة إلى إغلاق كافة المؤسسات الرسمية في نطاقها نظرًا للوضع الأمني الخطير.
أما في طرابلس، بشكل خاص فأفعال المليشيات أشد وطأة، حيث تشهد العاصمة من وقت لآخر اشتباكات مسلحة بين المليشيات المسلحة التي تسيطر على المنطقة الغربية في ظل عجز الأجهزة الأمنية على وقف أعمالها.
ففي 10 يوليو الحالي، هاجمت مليشيات "اللواء 51 رحبة الدروع" بقيادة المليشياوي المعروف بشير خلف الله الملقب بـ"البقرة" معسكر النعام الذي تتمركز فيه الكتيبة 92 مشاة التابعة لمليشيات ثوار طرابلس الذي يقوده المليشياوي الأشهر هيثم التاجوري.
وفي 11 يونيو، وقعت اشتباكات مسلحة أخرى بجزيرة سوق الثلاثاء، ومنطقة عمر المختار، وسط طرابلس بين مليشيات النواصي ومليشيات جهاز دعم الاستقرار بإمرة عبد الغني الككلي، ما تسبب بحالة من الفزع في المكان.
وفي 14 مايو، وقعت اشتباكات مسلحة أخرى ببلدية جنزور بالعاصمة طرابلس أيضا اٌستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين مليشيات فرسان جنزور، ومليشيات 55، ما تسبب بأضرار بالغة لمشروع محطة كهرباء.
لتظل ليبيا ترزح تحت رحمة الميليشيات التي لا تعرف سوى الاحتكام لقانون السلاح والقوة على حساب البسطاء من أبناء الشعب الليبي مدخلة طرابلس في دوامة لا تتوقف من العنف والعنف المضاد ظلت مسيطرة على المشهد منذ انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.