رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة إلى ملوك مصر في وكالة البلح!

 شجعنى صديقي الصيدلي الكبير الدكتور أحمد شعبان على زيارة مصر الخديوية! نعم زيارة عصور محمد علي باشا وأسرته إبراهيم باشا وسعيد باشا وتوفيق الخائن ثم إسماعيل باشا والملك فؤاد انتهاء بالملك فاروق الأول.. 

والحقيقة أنني مولع بزيارة التاريخ أشاهده حيا نابضا في سلسلة كتب عظيمة للمؤرخ المدقق الراحل عبد الرحمن الرافعي، عنوانها تاريخ الحركة القومية المصرية.. لكنك مهما قرأت فإن الواقع أو ما تبقى منه بالمتاحف يثير فيك أفكارا وأخيلة، بل ينقلك نقلا، فتسافر إلى حقب وعصور تقرأ عنها ولم ترها.


بالزيارة إلى متحف المركبات الملكية الكائن بشارع 26 يوليو وقبالة وكالة البلح وصفوف بيع الملابس البالية والمجددة بالشارع العريق، سافرت وتفرجت ودهشت، وعشت الأحداث أولا بالاستقبال الطيب لمدير المتحف أمين الكحكي بالوصف التفصيلي الذي قدمته السيدة رضوى مصطفى نائب مدير المتحف، وأمين المتحف شريف محمد الشريف. 

المضيفان كانا بالفعل موسوعة كاملة للعصر الذي بدأته مصر عام 1805 عام تولى محمد على حكم مصر بديلا لخسرو والبرديسي، الذين ضج المصريون من المظالم والجباية في عهدهما، وانتهى بثورة الضباط الأحرار في يوليو عام 1952.. 

 
متحف المركبات الملكية يقع في طابقين، الطابق الأول يضم مجموعة مركبات الملك أو الخديوي، وهي مرصعة الأبواب بالتاج الملكي، أو الختم الخديوي، وكل مركبة تقودها أحصنة، يزداد عددها إلي ثمانية إذا كانت المركبة للملك، ويقل عدد الأحصنة مع الأقل رتبة ملكية، والمدهش أن الأحصنة تبدو شبه حية طبيعية متقنة الصنع والصب.. 

لكن المدهش أكثر ما أخبرتني به السيدة رضوى وزميلها الموسوعي شريف من أن الجياد صنعت بمصر وصبت بمصر.. فتحت باب العربة الملكية للملك فاروق وتنسمت رائحة الراحلين، رائحة التاريخ، والمقاعد الجلدية اللامعة كأنها لا تزال في عصرها الذاهب وفي الفاترينات. 

شاهدت الأزياء التى كان الحوذي يرتديها، شياكة وأناقة وألوان وزخارف وبوت حتى الركبتين، وكرباج سوداني.


وعلى أحد الجدران علقت لوحة حمار، عليه سرج ملكي فابتسمت فقال لي دليلي الموسوعي إنه حمار الملك فاروق كان يتنزه به في القصر الملكي، ورأيت كارته، عربة رائعة الصنع، كانت أيضا لنزهة فاروق وهو بعد صبي يكاد يغادر مرحلة الصبا إلي الشباب، واقتربت من لوحة كبيرة للخديو إسماعيل، ويعتبر المؤسس الثاني لمصر الحديثة بعد جده مؤسسها الأول محمد علي.. 

 

والخديو إسماعيل حكم مصر 18عاما (1863 إلى 1879)، ومات في إسطنبول عام 1895، نقل أوروبا تقريبا إلى القاهرة، لكن ديونه بلغت مليارات الفرنكات بلغة عصره، قرابة 120 مليون جنيه، دخل الخزانة المصرية نصفها والنصف الآخر ذهب للمضاربين والبنوك وأصحاب السمسرة.. 

 

ومن إنجازاته في العمران الانتهاء من حفر قناة السويس، وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين
ودار الأوبرا الخديوية، وإنشاء كوبري قصر النيل، وإستخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية، وإضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه، فضلا عن النهضة التعليمية، وبناء وسط القاهرة على النمط الباريسي..

 
أحب مصر التى ولد بها عام 1830 وأحبته مصر حتى عزله السلطان العثماني بضغوط من بريطانيا.. وحانت منى نظرة متأملة لصورته الزيتية فكأنى رأيت كل ما مرت به مصر في عهده،
في الطابق العلوي دخلت القاعة الكبرى وعلى الجدران لوحة الوالي الأعظم محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة جيشا وتعليما وصناعة وانتصارات وإمبراطورية مترامية الأطراف من الشام للحجاز للسودان، جنوده مصريون أشداء شهد لهم المؤرخون الأوروبيون بالجلد والشجاعة..

 

وعلى يمين اللوحة الزيتية الملونة لمحمد علي لوحة للقائد العسكري الفذ إبنه إبراهيم باشا صاحب الفتوحات العسكرية الكبرى، والذي توفي متأثرا بمرض السل، ثم لوحة للأميرة فاطمة التى تبرعت بأرض مباني جامعة فؤاد الأول، القاهرة الآن.


لفت نظرى أنتريه خشبى أسود كئيب اللون، حاد التشطيب، فابتسمت رضوى وقالت الصالون الخشبي هذا شهد استضافة المماليك في وليمتهم الأخيرة بالقلعة، فقد استضافهم محمد علي في هذا الصالون وأولم لهم وليمة حافلة، قبل أن يذبحهم وتسيل دماؤهم في درب أطلق عليه بعدها الدرب الأحمر!


الطابق الثاني يضم أيضا مكتبة تاريخية.. تركز علي كتب ومخطوطات تلك الحقبة من تاريخ مصر بدأت بأوائل القرن التاسع عشر وانتهت بمنتصف القرن العشرين، قرابة مائة وخمسين عاما.. ومع يوليو 1952 دخلت مصر عصر جديدا مختلفا تماما.. من ملوك وأمراء وأميرات إلى عصر الضباط الأحرار.. ملوك وأمراء من طراز مختلف.. لم يراجعهم أحد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية