رئيس التحرير
عصام كامل

هو شخصية مركبة.. ترامب 2 في 1

 رئيس مثل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالى، دونالد ترامب، يمثل علميا ظاهرة نادرة مثل معادن أوكرانيا التى تعلق قلبه وجيبه بها، لابد من دراسته وإخضاع تصرفاته وأقواله للبحث والفحص، ومراجعة كل الإرث الإنساني في علوم النفس والمنطق، بل ومراجعة تاريخ الطغاة المفتونين بالنرجسية والعنصرية. 

 

ويجب الانتباه إلى حقيقة أثبتها هو ذاته، وهي أن ترامب 2016 ليس هو ترامب 2025.. فقد عاد شخصا مختلفا، أو ربما كان هو الأصلي الذي نراه الآن وليس الذي اختبرت أوروبا بعض نزواته السياسية والمالية، وإبتزاز دول الخليج للحصول على مليارات.

 
هو إذن رجل شديد التعقيد، تروسه متداخله وحساسة ودقيقة مثل روبوت مبرمج علي طلب واحد: هات. إخضع. لا تجادل. أنا القيصر.


أخطر سمات هذه الشخصية المركبة أنها متطرفة في الإحساس بالنرجسية، ومتطرفة لحد الهوس في إخضاع الغير، وهي تمارس على الفريسة مناورات نفسية متشابكة، تجمع ما بين إظهار الأبوية المستبدة، والقسوة لحد الطرد من جنة البيت الأبيض وقطع الماء والهواء عمن يناقشه! 

 

ثم هي شخصية بلا حياء من أي نوع، حتى وهي تذبح بدافع الرحمة، تطرد السكان من أرضهم بدعوى الخوف علي حياتهم من قنابل قاتل جلس بجواره شامخا في البيت البيضاوي.. في مؤتمر صحفي شهير أعلن فيه ترامب عزمه الاستيلاء على غزة لنفسه وطرد الناس منها. الإستيلاء لفظ يعني السرقة!


مثل هذه الشخصية ترسل طول الوقت اشارات متناقضة، فهي تطلق ما يطق في دماغها فجأة، وتتلقى رد الفعل، فإن كان رفضا تجاوزت الرفض أياما ثم تعود لتؤكد أنها جادة فيما تريده، والأمثلة كثيرة طفحت منه خلال أقل من شهرين بدأت بجرينلاند وكندا.. 

 

ثم بجاحته لما قال سوف استولى على غزة وأطرد أهلها، ثم بعد فترة عاد ليقول لا أقصد فرض رؤيتي، هي مجرد توصية واقتراح، وبعد قراءته للخطة المصرية لإعادة الإعمار، عادت النسخة الأصلية منه تردد أنه لايزال متمسكا بمشروع الاستيلاء على غزة.

 
ويلفت النظر في تصريحاته وتصريحات أشباهه من مساعديه، وبالمناسبة هم نسخ متكررة منه، انتقاهم بعناية الروبوت المبرمج، أقول يلفت النظر أنه لم يتحدث عن تهجير أهل غزة قسرا بل تحدث في رفضه الملتوى للمشروع المصري العربي عن ربط إعادة بناء غزة بغياب حماس تماما. 
 

يريد خطة لغزة بلا حماس، هذا هو ما أعلنه أمس، ولأنه سيد التناقضات، فأن الرجل نفسه ومسئولين كبارا في إدارته فتحوا من إسبوعين، وفق موقع Axios حوارا مباشرا، وسريا، مع حماس في الدوحة، ويقوم بالتفاوض مبعوث ترامب لشئون الرهائن آدم بوهلر.


المفارقة المضحكة الموجعة معا أن حماس مصنفة لدي أمريكا منظمة إرهابية منذ عام 1997، والرجل الذي يهدد طول الوقت بفتح أبواب الجحيم عليها هو نفسه من أرسل مبعوثه للتفاوض لاطلاق رهائن أمريكيين ضمن ال 22رهينة من الأحياء، ويتبقي لدي حماس 33 جثة رهينة، يعني الاجمالي 53 محتجزا ميتا وحيا..


حتى في تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الذي قال فيه أن الخطة المصرية لم تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليا، لم يغلق الباب، بل أردف أن الرئيس ترامب يتطلع لمزيد من المحادثات لإحلال السلام والإزدهار في المنطقة.


أي سلام وأي ازدهار إلا سلام إسرائيل وإزدهار إسرائيل علي جثث أكثر من مليوني أدمي فلسطيني؟ هل يعي ما يقول أم أن بداخله رجلين، رئيسين، كلاهما غير الآخر، يتوحدان فقط عند لقاء نتنياهو، ويصدران بصوت واحد.. إسرائل تعربد وأنا أحمي العربدة والبلطجة. هل هو مريض؟ كلا هو طاغية.. فحسب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية