رئيس التحرير
عصام كامل

إلا المجانين، إلا المجانين!

يمكن القول إن العالم كله في ذهول إلا المجانين، فما فعله الأب الروحى في البيت الأبيض ونائبه، وصحافته وإعلاميوه، لا يرضى إلا زمرة فاقدى الأهلية العقلية، ومعها الأهلية النفسية، ناهيك عن الاخلاقية، لقد تعامل الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونائبه فانس مع ضيف الولايات المتحدة رئيس أوكرانيا زيلينسكي بطريقة مشينة، مهينة، خرجت عن كل قواعد الدبلوماسية.. 

وبدا المشهد الذي تباري فيه ترامب وفانس وهما يتبادلان رئيس دولة أوكرانيا بين أقدامهما، مزريا، لحد الاشفاق على الرجل الذي طردوه طردا من البيت الأبيض، فقد أخطر مارك روبيو وزير خارجية ترامب عقب المشادة الساخنة على الهواء، أبلغ وزير خارجية أوكرانيا الذي كان في فريق زيلينسكي بضرورة مغادرة البيت الأبيض فورا!


لماذا تعصب ترامب ونائبه على الضيف، ولماذا تنمر عليه بعض الاعلاميين، يسألونه عن بدلة يرتديها، أو ليس لديه بدلة يلتقي بها رئيس أمريكا؟


رغم ان كراهية ترامب متوفرة أساسا تجاه زيلينسكي منذ إدارة بايدن، إذ يعتبره متسولا جوالا، ومخادعا نهب من بايدن مليارات المليارت، إلا أنه تعلق تعلقا شديدا، وتعبير التعلق خاص بزيلينسكي، استخدمه في حواره مع شبكة فوكس نيوز الموالية لترامب، آقول تعلق بضرورة اقتسام ثروة أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة، مقابل إنهاء الحرب، علي أساس الواقع الميداني..

 
يريد المعادن النادرة لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وهذه من أفكار ايلون ماسك رفيق ترامب المقرب جدا وكذلك تطوير الأسلحة الصاروخية لمواجهة تنامي القدرات العسكرية الصينية الملحوظ.


في البداية رفض الرئيس الأوكراني، وأطلق تصريحات اعتبرها ترامب غير مقبولة، لكنه قرر قبول اتفاقية المعادن في واشنطن مقابل ضمانات أمريكية تحمي أوكرانيا من معاودة روسيا الإعتداء علي بلاده.

 
ترامب في عقيدته أن روسيا لم تقم بالعدوان، بل هي تدافع عن حدودها وأن أوكرانيا هي من بدأت الاستفزاز بجلب الناتو علي حدود الدولتين، الضمانات التى طلبها زيلينسكي رفضها ترامب، فهو قرر ألا يرسل جنديا أمريكيا واحدا للقتال في أي أرض، وقال له يضمن أمنك الأوروبيون، وأنا أضمن الاتفاق. 

 

لم يقبل ترامب إرسال قوات امريكية لأنه يعلم أيضا أن بوتين رفض قوات حفظ سلام أوروبية علي الأراضي الأوكرانية، وبالتالي قرر زيلينسكي رفض إتفاق المعادن، وهذا هو سر الاحتقان والغل وقلة الذوق والجليطة التى تعامل بها الأب الروحي مع ضيف بمكانة رئيس دولة.

 
دفع ترامب ضيفه من الكتف عدة مرات، وأخرسه مرات، وسدد ابهامه في وجهه مرات، مع ارتفاع صوت فانس وحدة نبرات ترامب، كانت كارثة عالمية مزرية مهينة بحق.


ما نتائج فعلة ترامب وزمرته؟

أول النتائج أن الممثل الفاشل زيلينسكي الذي صمد للتنمر الأمريكي ورد بقوة وأظهر ثباتا انفعاليا كبيرا اكتسب احترام شعبه والقارة الاوربية، بل وتعاطف العالم، وثاني النتائج إهدار صورة المؤسسة الرئاسية الأميركية، ولا نحسب أن من السهل علي أي رئيس أو حاكم حاليا ولمدة أربع سنوات أن يوافق أو يقرر السفر لملاقاة ترامب.

 
المعاملة الخشنة والتنمر لحد البلطجة كشفت العوار النفسي لرئيس أكبر وأقوى دولة مفترية في العالم، ولعل الكشف الطبي الدوري الشهر القادم له ينفى أو يؤجج هذه الفرضية، التى كثيرا ما ترددت علي ألسنة الاخصائيين النفسيين الأمريكيين حتى أيام ولايته الأولى، ولم تكن عدوانيته تضخمت علي النحو الذي فعله، مع ملك الأردن، ثم مع ماكرون، ومع ستارمر رئيس الحكومة البريطانية.


ثالث النتائج أن أوروبا باتت مقتنعة أن الولايات المتحدة لم تعد حليفا موثوقا به، وأن علي القارة بناء جيش أوروبي كما دعا ماكرون مرات عديدة، فالخلاف تعمق بين شاطئي الأطلسي بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.


رابع النتائج أن القوة هي عنوان الكلام مع ترامب، فهو كالنمر إذا لمس ضعفا في الفريسة إنقض عليه، خامس النتائج أن القمة العربية الطارئة بالقاهرة بعد يومين لا يجب أن تكون فقط خاصة برفض التهجير وبيان خطة مصر للإعمار، بل يجب أن تكون كاشفة عن قوة عربية، ترفض الإبتزاز الامريكي، وترغم بلطجي البيت الأبيض علي التصرف بشكل لائق كرئيس دولة محترم مع حلفائه.


ويمكن القول أن هناك حقيقتين أخيرتين فيما جري، أولهما أن ترامب قلب السياسة الامريكية رأسا على عقب، فهو يعادي حلفاءه، ويدافع عن خصوم السياسات الامريكية التقليدية، بعبارة أخرى فهو إنقلب علي الغرب، وإختار الشرق، روسيا فقط!

 


الحقيقة الأخيرة أن زيلينسكي لم يعرف الوتر الصحيح الذي ينبغي العزف عليه إذا جلس إلي ترامب.. وتر التفخيم، ممارسة أقصى درجات النفخ والنفاق، وإظهار رأس منخفضة قليلا، ولسان لا يجادل طويلا وبخاصة أمام الكاميرات، ربما يتقبل الإعتراض في الغرف المغلقة، أما امام العدسات فهو وحش مفترس، لن يمر عاقل بتلك الغابة قط.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية