سامح حسين أم مقالب رامز؟! (2)
وسط هذا الغثاء من برامج التفاهة بزغت في الأفق قطايف سامح حسين، جذبت الناس بمحتوى إعلامي طازج يقدم وجبة لذيذة نالت استحسان المصريين، وأشبعت اشتياقهم لمكارم الأخلاق.. وحبهم للبساطة والتواضع.. خاطبت فيهم الضمائر والعقول والقلوب الصافية.. لتثبت من جديد أن المصريين ليسوا من هواة التفاهة حتى ولو فرضت عليهم وحاصرتهم.
أليس إقبال الجمهور على قطايف سامح حسين برهانا ساطعا على حبهم ورغبتهم في المنتج المحترم!
بداية الإصلاح في رأيي تكون من إصلاح الأخلاق؛ بوصفها أعظم أركان الدين.. وما تعانيه اليوم أمتنا من انفصام ظاهر بين جوهر ما يدعونا إليه ديننا وبين سلوكنا وأفعالنا، هو تناقض ناتج عن قصور شديد في فهم البعض لدينه بصرف النظر عن تصرفات الغير نحونا.
فهل يتوقف صناع التفاهة الإعلامية عن الإساءة لمصر، وهل ما تقدمه الشاشات في رمضان يمت للأخلاق بصلة، هل برامج المقالب والمسلسلات الهشة والمنقوصة والمتهافتة يمكن أن تقدم للآخر في الغرب مثلًا صورة صحيحة ومبشرة عن دين ساد الدنيا بالحق والعدل والعلم والتطور قرونًا قبل أن يبتلى أهله بالتخلف والانحطاط وسوء الفهم.
المؤسف أن من أصحاب الفكر المتشدد والفهم المغلوط للدين من يجعل المسلمين غير آمنين حتى في بلادهم.. فنحن نتعرض للقتل من سنوات طويلة بأيدي أناس منا وننفق على تأميننا مبالغ طائلة نتيجة هذا الفهم المغلوط للدين بينما يهنأ أعداؤنا بالأمن وطول السلامة!
ما أحوجنا لمراجعة أفعالنا وأقوالنا وأن نتذكر جميعًا أننا سوف نقف أمام الله تعالى وسنحاسب على ذلك، وليسأل كلٌ منا نفسه: هل قدم ما يليق بدينه في معاملاته وسلوكياته.. وهل التزم بمكارم الأخلاق وروح الصيام في رمضان وغيرها أم تحولت مجتمعاتنا إلى غابات ينهش القوي فيها الضعيف إشباعًا للغرائز والحاجات المادية..
العودة لمكارم الأخلاق نقطة البداية لاستعادة زمام الحضارة والقوة التي جعلتنا أمة عظمى حفظت للإنسانية وجودها الحضاري وأخرجتها من ظلام العصور الوسطى وغياهب الجهل وظلام التخلف إلى نور العلم والتمدين اللذين تدين بهما أوروبا للإسلام وأهله.
ولا عجب أن تسود أمتنا العالم بما أدته من أدوار تاريخية الا لشيء إلا لفهمها الصحيح لجوهر الدين الحق، والالتزام بحسن الخلق فأثمرت حركتها نهضة كبرى بالعلم والعمل والإيمان، ورقيًا وسموًا حفظ للإنسان بقاءه وللأخلاق روحها، ورسم للإنسانية معالم التمدين..
لكن العبرة اليوم بالنتائج فلا يكفي أن نسترجع أمجاد حضارة الإسلام أو حتى حضارة السبعة آلاف عام المصرية، بل علينا أن نتساءل: ماذا فعلنا بهذا الإرث الحضاري العظيم الذي ساد الدنيا قرونًا طويلة، هل حافظنا على تفوق أجدادنا وعظمتهم، هل أضفنا إليه شيئًا من عندنا يجعلنا خير خلف لخير سلف.. أم فرطنا فيه وضيعناه؟!
لقد ابتُليت أمتنا بما عرف بالخريف العربي الذي أنتج للأسف حالة احتجاج انتهازية تطلب مكاسب دون أن تقدم ما يوازيها من جهد أو عمل، تطلب الحقوق وتهمل الواجبات.. تهدم كل شيء بدعوى التغيير حتى لو جرنا هذا التغيير -وهو ما حدث بالفعل- لاختلالات غير مسبوقة في منظومة القيم والأخلاق والمثل العليا.
وإلا فبمَ نفسر ما يجري في سوريا والسودان وليبيا وغيرها من بقاع ملتهبة؟! لماذا نسينا قول رسولنا الكريم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"..
الإصلاح الحق يبدأ بتغيير النفس للأفضل (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ) وتلك سنة كونية لا تتحقق دون إرادة، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. والتغيير قرار لا يأتي من فوق وإنما ترسم الطليعة ملامحه لتسير عليه العامة، وصولًا لمجتمع الفضيلة والتكافل والإنتاج والوفرة الاقتصادية..
ولعل رمضان فرصة حقيقية للمراجعة وتهذيب النفس وإعادة رسم الأولويات في الحياة وصولًا لتحقيق الغاية التي خلقنا الله من أجلها.. وما أعظمها من غاية! ما يقدمه سامح حسين من محتوى صادق وأخلاقي، وما أحدثه من تأثير إيجابي في الناس، يجعلنا نعيد السؤال: هو الغلط فين؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا