سامح حسين أم مقالب رامز؟! (1)
كيف تحولت أمتنا من منارة زرعت أسس النهضة العالمية في رحم الكون، إلى ما هي فيه الآن، من ضعف وهوان وانفصام بين ما تقول وما تفعل، بين ما تؤمن به من معتقدات وما تأتيه من سلوكيات.. لماذا هي دون كل أمم الأرض تعاني بلاء التطرف وتنظيماته والإهمال والفساد والتخلف والأمية والمرض حتى باتت أكثر بقاع الأرض هشاشة وانقسامًا وتدهورًا في الإنتاج وانحدارًا في السلوكيات وانخراطًا في الخرافة واستسلامًا للشعوذة والتواكل والكسل؟!
المنصفون من مفكري الغرب يرون عظمة وروعة في تاريخنا ما تجهله أجيالنا الحاضرة.. فشتان بين ما قالته المستشرقة الألمانية زغريد هونكه عن العرب وإنجازاتهم الحضارية، وما نراه اليوم من هشاشة وانقسام وتدهور في منطقتنا العربية..
تقول المفكرة الألمانية: “إن إنجازات علماء العرب من أطباء وكيمائيين ورياضيين وفلكيين كل هذا هطل على أوروبا كالغيث على الأرض الميتة فأحياها قرونًا وخصَّبها إبان ذلك من نواحٍ متعددة. ولقد شق على الغرب دائمًا أن يعترف بالأحقية العربية في الوضع والتأليف والابتكار”..
شتان بين هذا القول المنصف وبين ما نراه على شاشاتنا من هراء وسخف وتسطيح وخصام مع تاريخنا وعظمائنا!
لماذا تخلت أمتنا عن ريادتها التي كانت ملء السمع والبصر؛ في العلم والنهضة والقوة الشاملة والغنى والرفاه إلى أن صارت عالة على الأمم، تقتات على إنتاج غيرها، وتشتري السلاح من غيرها، وتستورد التكنولوجيا من غيرها.. لماذا تدهورت أخلاقنا وتراجعت أدوارنا الحضارية حتى تداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ليس من قلة ولا من فقر في الموارد بل نحن كثرة لكنها كغثاء السيل كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم؟!
تُرى ما آفتنا الحقيقية: أهو التدين الشكلي وغياب الوعي بحركة التاريخ.. أم تدهور الأخلاق وفقدان البوصلة نحو أهداف محددة لا يشغلنا عنها شاغل؟!
لماذا لا تجد أمة كأمتنا يحاربها أعداؤها بأيدي بعض بنيها الذين يجري توظيفهم لهدم أركان دولنا وهز استقرارها فيما يعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس ليدمر بعضنا بعضًا بدعاوى زائفة تنطلي على بعضنا؟!
لماذا فقدت أمتنا خيريَّتها وأفضليتها التي وصفها الله بها في القرآن بقوله: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (آل عمران:110). لماذا لم نعد أمة اقرأ، وفرطنا في الاجتهاد واستسلمنا للتعصب وفهمنا الدين فقط على أنه عبادات شكلية، ورسبنا في امتحان المعاملات، رغم أن العبادات ما جعلت إلا لإصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق فمن لم تنههه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
لماذا أغفلنا ضرورة الاجتهاد بالصورة المرجوة في طلب العلم وتحري الصدق والتثبت من كل قول حتى لا نقع أسرى شائعات مغرضة، أريد بها ضرب استقرار المجتمعات وتفكيكها ليسهل ابتلاعها؟ لماذا استسلمنا لغواية مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار وقنوات التحريض بما تشيعه من أخبار مفبركة وشائعات مكذوبة؟
لماذا لا تتطابق أقوالنا مع أفعالنا ونقول ما لا نفعل ونعد ثم نخلف دون أن نرى قول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” أو قول رسوله الكريم “آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان”..
الإصلاح الحقيقي يبدأ باستعادة مكارم الأخلاق.. فهل وجدنا ذلك في مسلسل أو برنامج واحد مما يقدم على الشاشات في رمضان؟! رأيي أن العيب ليس في الجمهور بدليل انجذاب الناس لبرنامج قطايف الذي يقدمه الفنان سامح حسين وتحقيقه 10 ملايين مشاهدة وعزوفهم عن مقالب رامز.. فلماذا يصر صناع التفاهة على تدمير الذوق العام والأخلاق في مجتمعاتنا؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا