رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يصبح الرئيس الأمريكي.. عتريس!

هل أخطأنا عندما تعاملنا مع جبروت القوة الغربية متمثلة في الكيان الصهيوني ضد أهلنا في غزة، وتصور بعضنا أن حماس سبب فيما جرى وما سيجري؟! منا من تهاون، ومنا من تعاطى مع النهج الصهيوني، ومنا من لام على المقاومة، ومنا من لعنها وصب جام غضبه عليها.

كل حسابات الخطأ جرت فوق القمة، قمة الحكم العربي باستثناءات نادرة، وبينما كانت الشعوب تدرك أن ما جرى كان لا بد أن يجرى منذ زمن، وأن خطوة المقاومة الفلسطينية تأخرت كثيرًا، فما من شعب تنهب أرضه، ويطلب منه أن يظل صامتًا على جرائم محتليه.. 

تصور البعض أن ما هذى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير أهل غزة أو تطهير غزة عرقيًا بنقل سكانها إلى مصر والأردن إنما يخص ثلاثة أطراف، وهي الشعب الفلسطيني ومصر والأردن، ولم يكن يتصور أحد أن اللعبة الصهيونية تطال الجميع، فجاء الحديث عن التهجير في المملكة العربية السعودية.

من حق ترامب أن يهذى، ومن حق نتنياهو أن يمارس نوعًا من السطوة في محيط ناعم يخلو من المخالب، ومن حق اليمين الصهيوني أن يقول ما يشاء غير أن كل هذه الحقوق سقطت في غزة، وعلى واقع صلابة أهلها لم تنجح فرقاطات أمريكا ولا الأسطول البحري الإنجليزي ولا سفن فرنسا.

كل قوى الغرب حاربت أهل غزة ظنًّا منهم أنها سوف تؤكل وتهضم في غضون أيام قليلة، ولم يكن ظنهم بعيدًا عن الحسابات العسكرية غير أن تلك الحسابات تجاهلت الإرادة الإنسانية وقتال صاحب الحق من أجل حقه، وأمام كل تلك التصورات العربية والغربية استكمل ترامب تصوراته بطرحه المجنون.

وعلى الرغم من أن أصحاب الحق متمسكون ولن يغادروا أرضهم ولن تنجح تلك الأطروحات غير الإنسانية والمتعارضة مع الحق والمنطق والقانون الدولي، فإن مجرد الطرح حقق للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ما لم تحققه الحرب طوال أكثر من خمسة عشر شهرًا.. 

تلقت الجماهير العربية طرح دونالد ترامب بإحساس المهانة، الشارع العربي يرى في طرح الرئيس الأمريكي ما هو أبعد من الإهانة، إذ كيف يتصور رئيس أمريكا محيطنا العربي الشعبي على هذا النحو من التخاذل والضعف والاستهانة؟ وكيف يجرؤ على القول إن خطته ستنجح وأن الكيان الصهيوني صغير الحجم؟!

ربما لا يعرف ترامب أن منطقتنا من أكثر مناطق العالم تضحية للخلاص من قوى استعمارية كان يشار إليها بالبنان، حاربنا المستعمر الفرنسي في الجزائر، وفقدنا ما فقدنا دون استسلام أو هوان، وحاربنا في المغرب وحاربنا في مصر وتونس، ولم تتوقف تضحيات شعوبنا إلا بعد الخلاص التام. 

ولأن حكام حقبة التحرر الوطني في منطقتنا لم يفطنوا إلى نقل الدولة من الثورة على الاستعمار إلى دولة مدنية تعتمد في حكمها على التداول السلمى للسلطة، وغرق الأنظمة أو بعضها في فلك الاستعمار الجديد أخذًا وردًّا واعتمادًا على نيل الشرعية من عاصمة العم سام، فإن العم سام لا يزال يتصور أنه صاحب القرار الأول والأخير في منطقتنا.

ودون حسابات للشارع العربي طرح ترامب رؤيته المهينة ظنًّا منه أن من بيدهم الأمر قادرون على تمرير هذا التصور وهو أمر بعيد المنال، ولا يمكن لأي حاكم فى المنطقة أن يمضي فيما يقول به الرئيس الأمريكي، لأن شرعية الأنظمة الحاكمة كلها ستكون على المحك.


إهانات ترامب لم تتوقف عند حدود منطقتنا العربية، بل طالت كندا وأوروبا والسويد والصين والمكسيك بعد أن أصبح الرجل فى مواجهة العالم، كل العالم، وهو أمر دفع الجميع إلى مقاومته بأشكال عدة، وهو بين التراجع والإصرار على موقفه من الجميع قد يصل به الحال إلى أن نراه فى نهاية المشهد وهو يردد «أنا عتريس.. والنبي عتريس».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية