فاصل ونواصل.. خناقة ترامب وزيلينسكي!

 لا أظنها ستكون الأخيرة تلك الخناقة الحامية التي رأيناها تتصاعد بصورة ساخنة على الهواء مباشرة بين الرئيس الأمريكي ونائبه من ناحية والرئيس الأوكراني من ناحية أخرى، وأيضا لم تكن الأولى فقد سبقها تشابك وتقطيع هدوم وتبادل سباب بين الرجلين، في تصريحات صحفية كال فيها كل منهما سباب وشتائم مختلفة.

رغم أن الأمر لا يخلو من طرافة وربما سخرية لافتة مما وصلت اليه أساليب التحاور بين رؤساء دول من بينهم رئيس أكبر دولة في العالم، إلا أن التعمق فيما وراء هذا الشكل من التحاور يكشف أننا بصدد مرحلة جديدة يشهدها العالم، وحتما سيكون لها ملامح ومعالم مختلفة.

لقد شهد العالم خلال القرون الثلاثة الأخيرة، سيطرة وتنازع وتنافس وحروب بين القوي الدولية التي كانت فاعلة ومتنافسة، إلى أن شهد العالم خلال القرن العشرين حربين عالميتين، إختلف العالم وموازين القوي بعدهما عما كان قبلهما، وبرزت منذ منتصف القرن الماضي قوي عالمية جديدة محل قوي أخري كانت سائدة ومسيطرة على العالم لسنوات طويلة.. 

وتابع العالم أفول نجم فرنسا وبريطانيا كقوتين عظميين، لتحل محلهما الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي، وخاصة بعد المغامرة المسماة بالعدوان الثلاثي على مصر سنة 1956.
 

وعرف العالم بعد ذلك لما يقرب من ثلاثة عقود ما يعرف بالحرب الباردة، تلك المرحلة التي اقتسمت فيها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي مناطق النفوذ والقوة العسكرية وغيرها، إلى أن نجحت أجهزة الاستخبارات الأمريكية في إسقاط الاتحاد السوفيتي وتفكيكه كقوة منافسة قادرة على مواجهة القدرات الأمريكية المختلفة.

بعدها مضت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة وحيدة في العالم، في سبيلها لإحكام السيطرة على العالم، وسعت لتأكيد هذه السيطرة لخلق قوي منافسة مصنوعة تبدو وكأنها قوة قادرة على مواجهة قدرات الولايات المتحدة، ورأي العالم على التتابع خلق تنظيم القاعدة ومن بعده داعش.. الخ.. 

ورأينا كذلك صناعة ما عرف بالربيع العربي لاستحداث أنظمة حكم دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لتكون بديلا لأنظمة حكم قالت الولايات المتحدة إنها أنظمة قمعية وديكتاتورية، ورغم فشل هذا المخطط الأمريكي في تحقيق هدفه الأساس، إلا أنه نجح في فرض حالة من الاهتزاز والفوضي في العديد من دول المنطقة العربية لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة رغم مرور أكثر من عقد من الزمان على اشتعال شرارة ما عرف بالربيع العربي.

وكان واضحا خلال العقود الماضية أن هناك تزواج وشراكة أمريكية أوروبية شبه كاملة في تنفيذ كافة المخططات التي وضعتها المخابرات الأمريكية، والحقيقة أن هذه الشراكة الأوروبية الأمريكية كانت دون تحقق أو تأكد من بعض الفرضيات التي وضعتها الإستخبارات والإدارات الأمريكية (الحرب على الإرهاب وغزو العراق نموذجين).

وبينما كانت الولايات المتحدة تمضي في غيها، كان بوتين رجل الإستخبارات السابق يسعي لاستعادة حيوية بلاده وقوتها، ونجح الى حد ما، في إعادة أسم بلاده كقوة عظمي بشكل نسبي، وكان الإخفاق الأمريكي في إنجاح ما أطلقوا عليه الشرق الأوسط الجديد، من أهم أسباب العودة الملحوظة لروسيا الإتحادية كقوة عظمي منافسة للولايات المتحدة.

وبينما كان الإخفاق الأمريكي يتوالى ويتصاعد، وربما كان مشهد إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عشرين عام من إشعال شرارة ما أطلقوا عليه في أمريكا الحرب على الإرهاب، وبعدما حملت أجهزة الإستخبارات الأمريكية طالبان المسئولية عن أحداث 11 سبتمبر، ترك الجيش الأمريكي وحلفاؤه مئات من قطع الأسلحة مختلفة الأنواع والأشكال لحركة طالبان ورموزها نظير ضمانهم المغادرة الأمنة!
 

على صعيد آخر تعددت كذلك مساعي بوتين لاستعادة المفقودات من بلاده إلى أن اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية، وتابعنا تطوراتها على مدى السنوات الثلاث الماضية، وتابعنا كذلك الشراكة الأوربية الأمريكية في مواجهة مساعي بوتين!
 

ولكن، جاء ترامب إلى مقعد رئيس الولايات الأمريكية من جديد، ليعلن الحرب الاقتصادية على كل ما رأه تبديدا لقدرات بلاده الاقتصادية، وتابعنا الصراعات الاقتصادية جراء مغامراته وقراراته المثيرة للجدل، وجاء على رأسها مطالبة أوكرانيا بسداد قيمة المعدات اللوجستية والعسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة خلال السنوات الفائتة.. 

وتتابعت الدراما الترامبية إلى أن رأينا الخناقة بينه وبين زيلينسكي على الهواء مباشرة، والتي أزعم أنها ستتكرر قريبا جدا، طالما ظلت أسباب نشوبها قائمة!
 

الكابوس الذي يبدد نوم ولاد العم!

دونالد ترامب.. اسم الله عليه.. اسم الله عليه!

المقصد من القفز السريع على التطورات التي شهدها العالم خلال القرون والعقود الماضية هو الإشارة إلى أن مرحلة جديدة بدأها ترامب بما يشي أن تغييرات كبري سيشهدها العالم في أمريكا ذاتها، وأوروبا وفى مناطق عدة من العالم، أو هكذا أري، وللحديث بقية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.