رئيس التحرير
عصام كامل

الخط الأحمر عند المصريين

استكمالا لما كتبت هنا الأسبوع الماضي، بعنوان وبدأت أحداث اليوم التالي في قطاع غزة، حول ما تفعله حركة حماس أو بالأحرى ما تستكمل فعله لكي تنهي لعقود طويلة قادمة أية محاولة جادة للتذكير بالقضية الفلسطينية، أقول وبوضوح شديد أني أري عملية طوفان الأقصى ليست عملية مقاومة لدولة الكيان الغاصب، ولكنها عملية إنتحار واسعة النطاق، بل ولا أستبعد أبدا الروائح غير المريحة التي تحيط بهذه العملية وتداعياتها وتطوراتها وتأثيراتها على القضية الفلسطينية!


وأقول إن من يري السابع من أكتوبر 2023 أو ما تسمي بطوفان الأقصى أعظم عمليات المقاومة في تاريخ القضية، فله الحق يري ما يريد، ولا مجال لمراجعته أو تقييم الأدلة التي يبني عليها تصوره.
في الوقت ذاته لا أنتظر ولا أسمح لأي من المخالفين التدخل لإقناعنا بعكس ما نتصور..

فالأدلة والبراهين واضحة وضوح الشمس على أن السابع من أكتوبر عام 2023 كان نقطة فاصلة بين مرحلتين من مراحل الكفاح الفلسطيني لتحرير أرضه المسلوبة، وبالطبع لم تعد المقادير بعد طوفان الأقصى كما كانت!


فقد تحول الأمل الفلسطيني من تحرير كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من بين أيدي دولة الكيان الغاصب، إلى السعي إلى إعادة أهالي شمال غزة من أراضيهم المحتلة في جنوب ووسط غزة إلى أراضيهم المحتلة في شمالها!


وللأسف تم هذا على أنقاض كل البنايات في تلك المنطقة، التي دمرتها طائرات وآليات وصواريخ وقنابل جيش دولة الكيان الغاصب، الذى لم يترك في شمال غزة طوبة واحدة لم يدمرها أخذا بالثأر لما فعلوه مقاموا حماس، يوم تسللهم إلى غلاف غزة في طوفان الأقصى، قوات جيش الاحتلال الغاصب كانت تسعي كذلك إلى التأكد من ضمانة عدم تواجد أي خطر بأي قدر ولو بسيط يمكن أن يمس أمن المستوطنات المتاخمة لشمال غزة!


المأساة القاسية التي واجهها الشعب الفلسطيني لم تقتصر على أهل الشمال فحسب، بل امتدت لكل أهل القطاع، وكي لا نمر دون الإشارة إلى أن أبناء شعب غزة هم الأبطال الحقيقين الذي تحملوا مالا يتحمل بشر دون أن يتأففوا مما فعلته بهم حماس، التي تزيف إرادة الناس هناك لتدعي أنها مسنودة بشعب غزة، وهي أبعد ما يكون عن أية مساندة شعبية سوي من محتسبيها، وتتخذ من صمت أهالي غزة مؤشرا كاذبا على توافر التأييد الواسع لها هناك!


تداعيات السابع من أكتوبر 2023، التي أكرر أنها عملية انتحار وليست مقاومة، لم تقف فقط عند حدود تدمير جبهة المقاومة المسماة بالإسلامية في المنطقة وتدمير الجيش السوري. وللأسف تسعي دولة الكيان الغاصب وداعموها هناك في الدولة الأكثر بلطجة وانتهازية في العالم لتوسيع نطاق تأثيرات أو لنقل المكاسب التي حققتها دولة الكيان الغاصب من وراء طوفان الأقصى.. 

وعلى لسان الرئيس الأمريكي الجديد تجدد المسعي التأمري على القضية الفلسطينية والقضاء عليها تماما، بطرح تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن بشكل مؤقت أو دائم، حتى يتسني إعادة إعمار قطاع غزة!
 

والمفترض أن نلغي عقولنا ونصدق الرئيس الأمريكي في أنه يرغب في إعادة تعمير غزة التي دمرها جيش الاحتلال الغاصب بدعم عسكري أمريكي منوع ومتواصل على مدي استمرار الحرب على غزة لأكثر من خمس عشرة شهرا.. 

 

أي عاقل وبقدر محدود من الذكاء يمكن أن يصدق أن ترامب أو أي من فاعليات ادارته أو أي كيان في الولايات المتحدة أن قلوبهم تهتز من أجل أهالي غزة!


أثق تماما أن مصر كلها حكومة وشعبا، مؤيدين ومعارضين، يرفضون وبكل وضوح ما يطرحه الرئيس الأمريكي الجديد، بل، ويرفضون حتي مجرد التعاطي مع الأمر بإعتباره صفقة قد يتحقق من وراءها فوائد أو مقابل!
 

المصريون كلهم يدركون، الشعب قبل الجيش، الناس العاديين قبل المسئولين، أن سيناء ستظل طموحا وأملا لدي الكثير من الطامعين، سواء في دولة الكيان الغاصب أو المتعاملين معها أو عملاءها أيا كان أسمائهم أو الشعارات أو التعريفات الكاذبة التي يرفعونها ويطلقونها على أنفسهم.

 


المصريون جميعا مستعدون لتدمير أي كيان مهما كان، يمكن أن يستهدف المساس بكرامتهم وأرضهم. المصريون لمن يريد أن يدرك أو يعقل، أنهم على وعي تام بنوايا كل الطامعين، ولمن يريد أن يتذكر فليعد بالأحداث إلى بدايات الألفية الجديدة التي ظهرت فيها ولأول مرة التنظيمات المتسترة بالدين، وبدأت ممارساتها الإرهابية واستمرت لمدة تقترب من عقدين من الزمان، وفى النهاية سحقها الشعب والجيش المصري في عملية غير مسبوقة ضد الإرهاب وجماعاته.
وإلى حماس وداعميها ومشغليها ورعاتهم نقول: أي ذرة تراب في قطعة من أراضي مصر، وليست في سيناء خط أحمر، مهما كان من يستهدفها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية