رئيس التحرير
عصام كامل

دونالد ترامب.. اسم الله عليه.. اسم الله عليه!

المتابع لأداء السيد دونالد ترامب العائد للجلوس على سدة حكم الدولة الأكبر والأكثر تأثيرا ونفوذا في العالم، يكتشف أن الرجل يتخذ وأنصاره أسلوبا في إدارة الحكم في ولايته الجديدة أشبه بالأسلوب الذي كان سائدا في عصر الفتوات عندنا في الأحياء الشعبية، وهو ما جسده وعبر عنه جيدا أديبنا المصري العالمي عمنا نجيب محفوظ في رائعته الخالدة الحرافيش!


كانت عملية تسليم وتسلم السلطة، حسب عمنا محفوظ، تتم أمام جمع كبير من الناس في ميدان واسع كبير، حيث تبدأ المنازلة أو بالأحري الخناقة بين الفتوة الحاكم والفتوة القادم، وبعد تبادل الضربات بالعصي ثم باللكمات والرفصات يقع الفتوة الحاكم على الأرض، وينهض فوقه الفتوة القادم رافعا يديه ممسكا بالنبوت رمز القوة والسيطرة بعلامة النصر.. 

وهنا ينبري هتيفة كل عصر بترديد اسم الفتوة الفائز في المنازلة أو بالأحري الخناقة معلنين بدء العصر الجديد للفتوة الفائز، مرددين إسم الفتوة المنتصر ووراءه “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”! وعلى الفور يردد الحاضرون في الميدان إعلان النصر للفتوة الجديد داعين له بأن يحفظه الله بقولهم “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”!


الحقيقة.. أن ما تصوره عمنا نجيب محفوظ أو سجله كما كان يحدث يؤكد أنه كان سباقا مستشرفا لما سوف نراه في أكبر دولة في العالم في نهاية الربع الأول من الألفية الثالثة بعد الميلاد من عمر البشرية!


فقد باتت عملية تسليم وتسلم السلطة في أعتي الدول ديمقراطية، الولايات المتحدة الأمريكية، تتم وفق خيال عمنا نجيب محفوظ، فقد تابعنا الجولة الثانية من الخناقة أو المنازلة التي جرت بين جون بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية منافسه دونالد ترامب، بعدما رأينا المنازلة أو الخناقة الأولي التي جرت قبل أربع سنوات.. 

وكلاهما شهدت نفس أحداث خناقات عصر الفتونة، وخلال المنازلتين تم إستخدام أدوات تتشابه إلى حد كبير مع أدوات الخناقات التي كانت يستخدمها أبطال حرافيش نجيب محفوظ.. حتي طريقة الإحتفاء بالفائز والدعاء له بالتوفيق وترديد إسمه ووراءها عبارة “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”، سمعناها تتردد بشكل مختلف نوعا، سواء في المنازلة أو الخناقة التي حدثت عام 2020 أو المنازلة الأخيرة!


الشاهد أن الولايات المتحدة الأمريكية ورؤساءها، وخاصة بعد انفرادها بالسيطرة على العالم بالقوة العسكرية، باتت البلطجي الأكبر في العالم، الذى لا يستخدم سوي القوة في إدارة أمور الكوكب!
السيد دونالد ترامب “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”، ومنذ أن أزاح الفتوة السابق جو بايدن، لا يتردد لحظة في ممارسة البلطجة والإنحياز الأعمي لكل بلطجي، يخشاه أو يخشي من وراءه.. 

 

وتابعنا ونتابع المبادرات والتوجهات المريضة التي لم يمر يوم منذ أكثر من أسبوع إلا ويرددها ويكررها، وأخصها رؤيته البلطجية الأقرب للجنون، لإعادة تعمير قطاع غزة!


الحقيقة.. أننا نحن العرب نواجه أو نرد على البلطجة التي يمارسها “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”، بطريقة الناس ولاد الناس المحترمين، بإصدار بيانات تعترض وبلغة ديبلوماسية ما يطرحه ذلك البلطجي المتجاوز، وندعو إلى اجتماعات وزراية وإلى قمة لقادة وزعماء، كي نصعد من الرفض لما يقول أو يطالب به!


بخلاف آخرين وفى مناطق أخري من العالم، ردوا على بلطجة “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”، سواء بقرارات مضادة لما قرره حيالهم، أو بالتصريح لوسائل الإعلام بعبارات حادة نالت من كيانه وقدرته كبلطجي توهم أنه الحاكم الوحيد للعالم، فتراجع عن الكثير من القرارات التي كان يسوقها بإعتبارها عقابية أو ماسة بدول أخري كالمكسيك وكندا وغيرهما!


الشاهد أن التعامل مع “إسم الله عليه.. إسم الله عليه”، وفى هذه المرحلة من التعاون أو الشراكة العربية الأمريكية، يجب ألا يقتصر على إتباع ردود الأفعال التقليدية فقط، فلنصدر ونكرر البيانات عن وزارات الخارجية في الدول العربية المعنية، ولنعقد مؤتمرات للقمة يحضرها رؤساء وزعماء وقادة الدول العربية، يصدر عنها بيانات تكرر رفض المبادرات المجنونة، ولكن هذا لا يكفي في مواجهة "إسم الله عليه"، فهو رجل مدمن بلطجة ويدرك في قرارة نفسه ان البلطجة لا يعادلها أو يقلل من قوتها سوي بلطجة موازية!


بالطبع أدرك أن لنا كعرب قدرات لا أول لها ولا أخر، تتيح إذا ما خلصت النوايا وتوحدت الإرادات قدرات لا بأس بها يمكن أن تواجه بلطجة الرئيس الأمريكي الجديد، أو على الأقل تدفعه للتراجع عن الهرتلات التي يروج لها في التعامل مع الحقوق العربية.
 

 

أكرر ما قلت، هنا في نفس المكان قبل أسبوع، لقد وقعت الواقعة ولا مناص أو مفر من المواجهة باستخدام كل القدرات والمقومات. إنها نقطة فاصلة في تاريخ العرب والعالم، وأظن أن الإيجابي في هذه المرحلة رغم صعوبتها، هو أننا أمام بلطجي لا يتجمل!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية