أمة واعية قادرة على التحدي.. والمواجهة!
انتهى معرض الكتاب كأكبر تظاهرة ثقافية حقيقية ليس في مصر فقط ولكن في الشرق الأوسط كله، وتكاد تعبر عن الزخم الحضارى لمصر، تاريخا وواقعا من جهة، وعن دورها الحضارى الحقيقى من ناحية أخرى.. ففي الوقت الذى تنتشر فيه المؤامرات والفتن ونثر بذور الصراع وإشعال الحرائق والقتل والتدمير فى المنطقة تطل عليهم مصر مبتسمة بالفكر والفن والإبداع.. يا لك من عظيمة يا مصر.
لكن هل انتهى العيد بنهاية أيام المعرض؟ الإجابة لا بالطبع، لأن المفترض أن معرض القاهرة الدولى للكتاب ما هو إلا تتويج لنشاطات ثقافية كبرى ومتوسطة وصغرى طوال العام، رسمية وأهلية، في المراكز والأطراف، في المدن والقرى والنجوع.. ولا يكون هذا الدور على عاتق وزارة الثقافة وحدها ولكن تتحمله معها كل الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدنى.
مثلا عند الإحتفال بمولد النبى لماذا لا تكون الاحتفالات التى تقيمها وزارة الأوقاف داخل المساجد بالشعائر الدينية والدروس المستفادة، والحث على نشر سلوكيات الرسول من صدق وأمانة وحسن خلق.. الخ، وفى نفس الوقت تكون احتفالات أخرى خارج المساجد.. في الميادين والشوارع والمقاهى والنوادي والمدارس وأى تجمعات جماهيرية..
وتكون صورة أخرى من هذه الدروس فى شكل لقاءات سريعة وحفلات لفرق الإنشاد الدينى والأغانى الدينية ومعارض للفن التشكيلي.. الخ، إلى جانب السرادقات التى تبيع حلوى المولد.. بإختصار ربط أى مناسبة بالثقافة والفن والإبداع من جهة وحاجات الناس الاجتماعية والحياتية من ناحية أخرى.
وعند الاحتفال بعيد ميلاد المسيح يكون الأمر مشابها، وتكون الاحتفالات فى المساجد والكنائس بنفس المنوال مع التركيز على أواصر المحبة والتعاون والوحدة الوطنية، وكشف المخططات الخبيثة للنيل من الوحدة الوطنية.
ونفس الأمر مع إحتفالات عودة سيناء وانتصارات أكتوبر المجيدة والعاشر من رمضان وثورة 23 يوليو.. الخ من مناسبات وطنية، وترسخ هذه الاحتفالات إلى الشعور الوطنى وسبل مواجهة العدو، الذى يأتى لنا ظاهريا ومتخفيا.
وحتى المناسبات الاجتماعية مثل شم النسيم.. تكون الاحتفالات متعددة ونمزج فيها ما هو تاريخى وتراثى وفنى من جهة، ونشر الغناء والموسيقى الراقية من خلال إعادة حفلات التليفزيون لمواجهة القبح فيما ينتشر بيننا من غناء بالمطاوي والسكاكين!
فى عيد العمال تكون الاحتفالات فى كل مكان بنشر قيمة العمل والاحتفاء بعرق العامل، وإبراز أهمية العمل في التقدم وما تحث عليه أفعال الرسل وفي مقدمتهم رسولنا الكريم، والتحديات التى تحيط بالوطن إذا لم نعمل، وأيضا عيد الفلاح وإعلاء شأن الفلاح ودعمه باعتباره المسئول عن تغذينا وتقدمنا بل وحياتنا واستقرارنا في آن واحد وحتى يكون القرار من رأسنا.. لا بد أن يكون غذاؤنا من فأسنا!
وبهذه المناسبة لماذا لا نحتفل بالنيل ونحدد له عيدا باعتباره مصدر الحياة وسبب استمرارها عبر آلاف السنين ولهذا حديث آخر.
باختصار تعالوا نحول مناسباتنا إلى أعياد ثقافية نمزج فيها أجواء الاحتفال بضرورة تقدم الوطن بالعمل من خلال الفن والفكر والإبداع والوعى والتاريخ والاقتصاد، أمة واعية قادرة على التحدى والمواجهة.
وبعيدا عن مثل هذه المناسبات علينا أن نخرج بالأنشطة الثقافية التى تقيمها وزارة الثقافة إلى خارج جدرانها وبشكل حقيقى ومدروس من ناحية الموضوع والوقت والمكان، فلا يعقل مثلا أن تستضيف جامعة نشاطا أدبيا أو فكريا كبيرا وسط امتحانات طلابنا، أو بعد نهاية يوم دراسى طويل وخاصة في الأقاليم والمدن الجديدة البعيدة عن بيوت طلابنا.
الناس متعطشة للثقافة والفن وعلينا أن نأخذ بيدهم لزيادة الوعى، لأنهم يستحقون أولا، ولحاجة الوطن في هذه اللحظة المفصلية التى نكون فيها أو نكون على الهامش ولسنوات طويلة..
اذهبوا إليهم ولا تنتظروهم، لأن الوطن يحتاجهم في كل وقت، لكننا في أشد الاحتياج إلى الاصطفاف الوطنى الآن أكثر من أى وقت، ولا يوجد سوى الثقافة لهذا الدور الكبير.. فهل لدى وزير ثقافتنا مثل هذه الرؤية؟!
yousrielsaid@yahoo.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا