ترامب يتعامل بمنطق التاجر والبلطجى!
بعيدا عن بطش القوة وجبروت الهيمنة وخلو الساحة أمامه في عالم القطب الواحد، يتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع العالم كشأن التجار وهو كبيرهم! يفرض السعر الأعلى ويتفاوض حتى يحصل على الثمن الذى يريده هو، ويقنعك في ذات الوقت بأنك الكاسب وهو الخاسر في هذه الصفقة! ولو إستلزم الأمر القسم بأغلظ الإيمان بأنه خاسر من هذه الصفقة!
يأتى ترامب الآن ليطلب من مصر والأردن إستقبال سكان غزة وتوطين أكثر من مليون ونصف على حد وصفه في البلدين وبشكل دائم، وطبعا هو يدرك رفض البلدين المسبق، حكومة وشعبا، لذلك يطرحها وفي نيته الرد على الرفض بإعادة طرح صفقة القرن من جديد والتى سبق ورفضها البلدان، لذلك يتوقع أن يقبل البلدان صفقة القرن بإعتبارها أخف ضررا.
لذلك صدق قول نتنياهو لترامب: أنت أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض قالها في أواخر عهد ترامب بعد أن قدم الكثير ومنها نقل السفارة الإمريكية للقدس، قالها نتنياهو عند دعوته لوشنطن لحضور إعلان ترامب عن صفقة القرن التى رفضها الفلسطنيون والعرب بالإجماع وقتها..
واليوم لا يعيد ترامب صفقة القرن مباشرة والتى كانت تتيح للفلسطنيين الاقامة في وطنهم، لكن بلا قدس ولا سلاح..
يطرح اليوم وببجاحة يحسد عليها على مصر والأردن إستقبال أهل غزة بعد تطهيرها منهم، ويضيف: غزة الآن مدمرة ويجب إعمارها باخلاءها من سكانها، وطبعا قد يطرح في الغد تهجير سكان الضفة الغربية من الفلسطنيين حتى تكون خالية تماما للإسرائيلين ومستوطنيهم.
وحين سأل الصحفيون ترامب هل هذه الهجرة ستكون بشكل مؤقت حتى يتم الإعمار، لم يخجل وهو يقول قد تكون لأجل طويل!
بصراحة تعجبنى الصراحة التى تصل إلى الوقاحة، فهو إفترض أن أهل غزة هم سبب ما آلت إليه غزة التى يجب تنظيفها منهم، وأن الهجرة أو التهجير منها قد يمتد طويلا، يعنى للأبد! يعنى مرضناش بالخوخ من قبل صفقة القرن وعلينا أن نرضى بشرابه الآن!
لذلك يتوقع ترامب الرفض الشعبى والرسمى لعملية التهجير لذلك سيكون السيناريو الآخر هو صفقة القرن التى رفضها الجميع من قبل، والتى يمكن تلخيصها بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة..
وقيام مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها، وسيتم الإتفاق على حجم الأراضي وثمنها كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة!
ولأن منطق البلطجة والعنجهية والبطش هو السائد ليس علينا فقط، وللأسف كل الظروف الدولية تسانده وللدرجة التى لم تؤثر فيه إعتراضات من هنا وهناك، فجبروت ترامب يجعله لا يرى أحدا، وأنا أعتقد أنه يتعامل بمنطق التاجر، يغالى في الثمن حتى يحصل على ما يريد.
هو يعلن عن نيته ضم قناة بنما حتى يحصل على تخفيضات كبيرة في رسوم المرور.. ويعلن عن نيته ضم كندا.. الدولة المستقلة.. عضو الأمم المتحدة ويصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالحاكم بإعتبارها ولاية امريكية!
ويهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا، ما لم تعالج أوتاوا مخاوفه بشأن تدفق المخدرات والهجرة غير المشروعة عبر الحدود.. هو يهدد حتى يصل للهدف بوقف إنفاق مليارات الدولارات لحماية كندا، وتحمل العجز التجاري الضخم والإعانات المقدمة لها.
يعنى تهديدات ليست جادة، بقدر ما هي استفزازية كما يقول المراقبون للضغط على أوتاوا لقبول أي خطط مستقبلية بشأن حل إختلالات التوازن التجاري بين البلدين.. وفي إعلانه عن رغبته في ضم جزيرة جرينلاند المتمتعة بالحكم الذاتي عن الدنمارك يحاول إستغلال دعوات سكان جرينلاند الأصليين بالإستقلال التام عن الدنمارك..
والهدف طبعا الأهمية العسكرية والجيوستراتيجية للجزيرة، فهي فى منتصف الطريق بين موسكو ونيويورك، ومن ثم فإن سيطرة أي قوى عظمى أخرى عليها قد تجعلها نقطة إنطلاق لتهديد أمن الولايات المتحدة الأمريكية، بالاضافة لوقوعها على أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية..
فإنها كانت –ولا تزال– ساحة عسكرية مهمة لإستضافة القاعدة العسكرية الأمريكية بيتوفيك والمعروفة سابقًا باسم قاعدة ثول الجوية، وهي قاعدة مهمة للإنذار المبكر والدفاع الصاروخي الأمريكي، وتؤدي دورًا حاسمًا في مراقبة الفضاء.
كما تُعد الجزيرة بوابة العبور نحو القطب الشمالي والطرق البحرية باتجاهه، والسيطرة عليها تعني وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وآيسلندا وبريطانيا، إلى جانب مراقبة السفن والغواصات البحرية الروسية والصينية، والسيطرة عليها تمنع تمدد النفوذ الصينى والروسي..
بالإضافة طبعا -وترامب لا يشبع- للأهمية الاقتصادية لثرواتها من النفط والغاز الطبيعي والمعادن، حيث ينظر ترامب إلى جرينلاند باعتبارها قطعة عقارية غير مُستغلة بشكل كاف، مع كنز من الموارد الطبيعية النادرة مدفون تحت أكوام الجليد الذائبة.
وهكذا علينا نتعامل معه بمنطق التاجر تارة والبلطجة تارة أخرى ولا أعتقد ان هناك رئيس أمريكى حظى بهذه العدائية من حلفاءه قبل أعداءه!
yousrielsaid@yahoo.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا