رئيس التحرير
عصام كامل

مدد يا ست!

مدد يا ست.. هى الوحيدة التي تعرف بلقبها.. السيدة.. فلا توجد غيرها من نودي بالسيدة، دون الاسم لتعرف من غيره سواها.. نقول السيدة مريم.. السيدة نفيسة.. السيدة عائشة.. لكن هي وحدها فقط السيدة، بدون اسمها الذي اختاره لها النبي عليه الصلاة والسلام على اسم ابنته زينب، ليكون الاسم لابنته وابنة بنته فاطمة وإبن عمه الذي بات في فراشه ليلة الهجرة علي بن أبي طالب.. 

هي الطفلة التي عاشت في حجر الرسول خمس سنوات، والتى لم تجد مكانا لتجلس عليه حين وضع النبي أخويها الحسن على كتف والحسين على الكتف الآخر، فأبتسم النبى حين وجد الحيرة فى عينيها فخلع عمامته وأجلسها على رأسه، ومن يومها جلست فوق رأس وسكنت قلب الأمة.. 

 

اختارت مصر حين أجبرها يزيد بن معاوية على الرحيل من المدينة المنورة، بعد أن قتل أخويها الحسن والحسين ومقتل أبوها على بن أبى طالب.. اختار الله لها مصرا لتكون قبلتها، فطلبته من يزيد بن معاوية فإستجاب، ومنذ حطت قدماها ترابها سكنت قلوب المصريين، وفوجئت بحفاوة لم تتوقعها.. 

 

وصلت إلى خروج المصريين لاستقبالها في هلال شعبان 61 هجرية الموافق 26 أبريل 681 ميلادية عند بلبيس، على الأقدام، يتقدمهم والى مصر آنذاك مسلمة بن مخلد الأنصارى، ويترك لها الوالي بيته الذى كان على النيل وقتها لتعيش فيه، حتى تموت فتدفن في حجرتها ولتستقر فى نهاية المطاف في موقعها الحالى شمال الدار.

 

وأعيد تجديده من الخليفة أحمد بن طولون وفى عهد المعز لدين الله الفاطمى زود الضريح بالبناء اللائق، وأعاد الأمير عبدالرحمن كتخدا 1868 ميلادية التجديد، وأصبحت مقصورة الضريح من النحاس وكتب عليها ( يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء – مددك).. وأعيد تجديده أكثر من مرة أخرها منذ شهور..


دعت السيدة زينب لأهل مصر حين عاشت وسط طوفان حبهم الذى لم يخفت لحظة حتي رحيلها، بدعائها الشهير يا «أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا»، لتظل مصر بدعواتها ودعوات آل بيت الرسول وصحبه وسلم محفوظة وفي أمن وأمان ليوم الدين ولو كره الكارهون.

 
وكل عام فى هذا الموعد تتحول شوارع السيدة زينب إلى طوفان من المشاعر الفياضة لصاحبة المقام.. فى الشوارع الرئيسية تنصب الزينات وتضاء الكهارب، ويأتى باعة الحمص والحلوى من كل مكان، والبلالين والسبح والطواقى.. الخ، وباعة البطاطا وحمص الشام لمواجهة برد ليل يناير القارس ويوزع البعض الفول النابت والشربات، وكل على حسب طاقته، منهم من يوزع الكشرى والمخبوزات والحلويات، ومنهم من يوزع سندوتشات الأرز المزدانة بقطع اللحوم أو أطباق البلاستيك بالمكرونة وقطع الدجاج.. الخ.


الشوارع الجانبية تتحول إلي ساحات من الخيام البسيطة، تمتلئ بالأحباب القادمين من مختلف نجوع مصر، المحظوظ من ينصبها بجوار مسجد، وكل البيوت تفتح أبوابها للضيوف، حالة من الفرح الصوفى والعشق الإلهي تلف المكان، وأراها في عيونهم والغناء الذى يبدد البرد والغربة.. هناك أناس من مظهرهم البسيط يستولون على مشاعرك، يظلون طوال العام يوفرون قروشهم البسيطة من أجل هذه الرحلة إلى عقيلة بنى هاشم.

 
تتحول الشوارع إلى سهرات للسمر عقب صلاة العشاء للإنشاد الدينى لمشاهير المنشدين، وكان النجم لسنوات طويلة المنشد ياسين التهامي وأقرانه من كل مكان، ومن بعدهم الأبناء، لكن حل الدي جى محل المنشدين، إما لضيق ذات اليد أو لظروف أخرى.


حتى أيام كورونا والمنع الإجبارى لأي تجمعات كان المريدون يتنافسون في التغلب على الحظر والمنع، ولو في زنقة شقق مستأجرة في حى السيدة، نعم كانت المساحات ضيقة، لكن يجدونها متسعة سعة الأفق بحب وكرامات الست!
 

الكل غارق فى حب الست، تقل المشاجرات والمشاحنات وتغطى سحائب الرحمة الالهية المكان، أما مسجد الست والمقام الطاهر، فالمحظوظ من يجد لنفسه موضعا لقدم، وبعد تجديده يتوجه الكثيرون وأنا منهم بضرورة وأهمية توسعة المسجد خاصة وخلفه مساحة كبيرة لو أضيفت فسيجد الكثيرون في المولد والأعياد وصلاة الجمعة مكانا.. 

فمن رحمة ربنا وبشاراته لنا أن هناك مساحة خالية خلف المسجد ومملوكة لهيئة الأوقاف ينادي الجميع بضمها لتوسعة المسجد ليتسع لأحباب الست.

 
وأعتقد أن المولد والكثير من المناسبات الدينية وحتى بدونها يمكن أن تحول هذه المنطقة إلى قبلة للسياحة الدينية لأنها صرة وقلب القاهرة والعمارة الإسلامية، حيث مساجد ابن طولون والسلطان حسن والأسبلة وقلعة صلاح الدين.. الخ ومقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين، حيث تتقارب المسافات لشارع الأشراف حيث عمات وأقارب الرسول: السيدة رقية والسيدة سكينة وزين العابدين والسيدة عائشة والسيدة نفيسة.. الخ.

 


حي السيدة زينب إذا تم تطويره يمكن أن يكون امتداد للحضارة الفرعونية والقبطية.. أعتقد إن السياحة الدينية في هذا المكان إذا تم توظيفها يمكن أن تدر لمصر أكثر من 15 مليار دولار سنويا فضلا عن إنعاش المنطقة بالكامل.. ومدد يا ست!
yousrielsaid@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية