كبر دماغك

وقف سامي أمام المرآة يتأمل تجاعيد رسمتها الهموم على وجهه، وسأل نفسه: لماذا أحمل كل شيء فوق رأسي؟ لماذا أرهق قلبي بما لا طاقة لي به؟، كان سامي يعيش حياته كأنها معركة دائمة، يتأثر بكلمة عابرة، وينفعل لأتفه الأسباب، حتى صار عقله كبرميل بارود ينتظر شرارة ليشتعل.

في أحد الأيام، وبينما كان يجلس في المقهى، سمع شيخًا وقورًا ينصح شابًا غاضبًا: يا بني، من الحكمة ألا تجعل كل شيء يمس قلبك، تعلّم أن تميّز بين ما يستحق عناءك وما يجب أن تتجاوزه، فإن الله يقول: «إذا دخلت الحكمة قلبك، ولذت المعرفة لنفسك، فالعقل يحفظك، والفهم ينصرك» (أمثال 2: 10-11).

شعر سامي وكأن الكلمات جاءت خصيصًا له، وأخذ يفكر: هل من الحكمة أن أترك كل كلمة تجرحني؟ هل من العقل أن أعيش أسيرًا لانفعالاتي؟

1- لا تحمل همّ ما لا تملكه

أحيانًا، نرهق أنفسنا بأشياء خارج سيطرتنا. القلق من المستقبل، انشغال البال بكلام الناس، الحزن على شيء لم يكن لنا يد فيه، كلها أثقال تثقل الروح بلا داعٍ. ألم يقل المسيح نفسه:  « فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (متى 6: 34)؟ فماذا تكسب إن أرهقت عقلك بما لن تغيره؟

2. تعلم فن التجاهل

ليس كل نقاش يستحق الرد، وليس كل إساءة تستحق رد الفعل. كبر دماغك، لا تعني اللامبالاة، بل تعني أن تضع كل شيء في حجمه الطبيعي، فلا ترفع التوافه فوق قدرها ولا تجعلها تنال من سلامك الداخلي. 

وكما يقول الكتاب: « المحبّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. » (1 كورنثوس 13: 7). فالمحبة الحقيقية تجعلك تتجاوز الصغائر ولا تسمح لها أن تعكر صفو حياتك.

3. اختر معاركك بحكمة

ليس كل تحدٍّ يجب أن تخوضه، أحيانًا يكون الانسحاب ذكاءً وليس ضعفًا. فكر، هل هذه المشكلة تستحق أن تضحي بسلامك من أجلها؟ هل الشخص الذي أزعجك يستحق أن تفكر فيه طوال الليل؟ 

إن كنت ستنسى الأمر بعد يومين، فلماذا تحمله الآن؟ يقول سليمان الحكيم: « تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ.» (أمثال 19: 11). فالقوة الحقيقية ليست في رد الفعل العنيف، بل في القدرة على الترفّع.

4. راحة البال اختيارك أنت

قد تظن أن الظروف هي التي تتحكم في حالتك النفسية، لكن الحقيقة أنك أنت من يمنح الأشياء تأثيرها عليك. السعادة ليست في السيطرة على كل شيء، بل في التحرر من الحاجة إلى السيطرة. 

« سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ» (يوحنا 14: 27). هذا هو السلام الذي يأتي حين تضع ثقتك في الله، لا في الناس ولا في الظروف.

كيف ترى نفسك؟

محبة كاملة

في النهاية، عاد سامي إلى منزله بقرار جديد: لن يسمح لصغائر الأمور أن تسرق سعادته، ولن يحمل فوق رأسه ما يمكنه تركه لله. فقد أدرك أن الحياة أثمن من أن يقضيها في مطاردة السراب، وأن راحة البال لا تأتي لمن يطلبها في الخارج، بل لمن يزرعها داخل قلبه. كبر دماغك، ليست مجرد كلمة، إنها فلسفة حياة!
للمتابعة على فيسبوك: @Dr.PaulaW

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.