رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 28 رمضان عام 208 هـ، وفاة السيدة نفيسة حجت 30 مرة راجلة وختمت القرآن في قبرها

مسجد السيدة نفيسة،
مسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها، فيتو

في مثل هذا اليوم 28 رمضان، من عام 208 هـ، الموافق 824 م، عن 63 عاما، انتقلت إلى رحمة الله، السيدة نفيسة، بنت الحسن بن زيد بن الإمام الحسن.

اشتهرت السيدة نفيسة بالعبادة والزُّهد، وكانت عالمة، مُحدِّثةٌ، حافظةٌ للقرآن الكريم. 
تزوجت من إسحاق المؤتمن ابن الإمام الصادق، وضريحُها في القاهرة، يؤمّه الكثير من الناس للزيارة والتبرك.

مولدها وزواجها

وُلِدت السيدة نفيسة في الحادي عشر من ربيع الأول سنة 145 للهجرة في مكة المكرمة. 
عاشت مع أبيها في المدينة المنورة في الدار التي تقع في الجانب الغربي من المدينة مقابل بيت الإمام الصادق.

مسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها وأرضاها، فيتو
مسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها وأرضاها، فيتو


وتزوجت وهي في الخامسة عشرة من عمرها بإسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
وافق أبوها على الزواج وكان رافضًا له؛ بعد رؤيا رأى فيها رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يأمره بتزويج نفيسة من إسحاق. 
وُصِفَ زوجُها إسحاقُ المؤتمنُ، وكان أميرا على المدينة المنورة، بالصلاح والفضل والوثاقة في نقل الحديث. يكنّى بأبي محمد، ولشهرته بالأمانة لُقِّب بالمؤتمن.. أنجبت السيدة نفيسة من إسحاق ولدين، هما: القاسم وأمّ كلثوم.

في مصر

 هاجرت السيدة نفيسة، رضي الله عنها، مع أسرتها، من المدينة المنورة إلى مصر سنة 193 هـ، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش. 

ضريح السيدة نفيسة، رضي الله عنها، فيتو
ضريح السيدة نفيسة، رضي الله عنها، فيتو


وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها المصريون جميعا، وكانت عظيمة الشأن، رفيعة المنزلة، مثال العفة، وكان بيتها ملاذًا للناس.

أقامت مع زوجها في بيت أحد التجار المصريين، اسمه "جمال الدين بن عبد الله بن الجَصّاص"، ثم انتقلت بعد عدّة شهور إلى بيت أمّ هانئ، ومنها إلى بيت أبي السرايا أيوب بن صابر.

وحينما شعرت السيدة نفيسة، رضي الله عنها، أن كثرة المراجعين لها يزعج صاحب الدار، ويشغلونها عن عبادتها، أزمعت الرحيل من مصر، ففزع الناس لقرارها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر “السري بن الحكم”، وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إنّي كفيل بإزالة ما تشكين منه". فوهبها دارًا واسعة، فبقيت في مصر إلى أن وافاها الأجل.

مناقب السيدة نفيسة

كانت السيدة نفيسة تجد أنسها في القرآن الكريم، فكانت من الحفاظ، وقيل إنها ختمت القرآن الكريم 1900 مرّة، وقيل إنها كان يُغشى عليها عندما تمر بقوله تعالى: "لهم دار السلام عند ربّهم وهو وليهم بما كانوا يعملون".

محراب مسجد السيدة نفيسة، فيتو
محراب مسجد السيدة نفيسة، فيتو


كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها راجلة. وكانت كثيرة البكاء خشية من الله تعالى، وكانت تحيي الليل بالعبادة والتضرع والتهجد، كثيرة الصيام. 
وقيل إنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وختمت فيه المصحف عشرات المرّات وهي تبكي بكاءً حارًّا.

لقبها المصريون، بـ "نفيسة الدارين ونفيسة الطاهرة والعابدة ونفيسة المصرية ونفيسة المصريين". فقد كانت من العابدات العارفات العاملات، وأنها نفيسة الدارين لطهارتها وعفتها وهي درة ثمين بين المصريين يلوذ بها المصريون عند الملمات.

 كريمة الدارين

وهي كريمة الدارين لما ناله المصريون من كرامتها أثناء حياتها وبعد رحيلها.

أعرضت السيدة نفيسة، رضي الله عنها، عن زخارف الدنيا رغم تمكنها من العيش الرغيد والحياة الهانئة، زاهدةً في كل متاع الدنيا وزينتها؛ ومن هنا مال إليها الكثير من الناس فكانوا يرجعون إليها في المحن والشدائد والمصائب التي تلم بهم.
وأشار جمال الدين بن تغري البُردى إلى ما شوهد منها من كرامات كثيرة مما يكشف عن عظم منزلتها وكونها من الفاضلات الروحانيات، وقد ذاع صيت كراماتها في كافة الأرجاء.
ووصفها اليافعي اليمني بـ"صاحبة المناقب فريدة في عصرها".
وقال محمود الشرقاوي في ترجمتها: وصلت إلى درجة من الكمال حتى نهل من نمير علمها الناس ومالت قلوب الكثيرين إليها.

مسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها، بالقاهرة، فيتو
مسجد السيدة نفيسة، رضي الله عنها، بالقاهرة، فيتو


وللمقريزي في وصفها كلام جاء فيه: عرفت بتقواها وإعراضها عن زخارف الدنيا.
وقال ابن خلكان: عُرفت بمهارتها بنقل الحديث وروى عنها الحديث مشاهير الأعلام.
وقال صالح الورداني: كانت كثيرة البكاء من خشية الله تحفظ القرآن وعالمة بتفسيره.

علماء تتلمذوا على يديها

ذكرت بعض المصادر أن كثيرا من كبار العلماء تتلمذوا على يديها، وتلقوا عنها العلم، منهم:
محمد بن إدريس الشافعي: لمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ ق، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يأخذ الحديث عنها.
وأحمد بن محمد بن حنبل بن هلال، المعروف بأحمد بن حنبل، حيث كان يروي عنها الحديث، ويشترك في مجالسها العلمية.
ومنهم ذو النون المصري، وبُشر بن الحارث (الحافي) الذي قيل إنه اعتكف في دارها مستفيدا من مراتب فضلها وكمالها.

وفاتها

كانت السيدة نفيسة مشهورة بكثرة صيامها وقيامها الليل، حتى إنها انتقلت إلى ربها صائمة، وجاءها  الطبيب وأشار عليها بالإفطار فرفضت، وقالت: أمضيت أكثر من 20 عاما أتمنى من الله أن أموت وأنا صائمة، فكيف تعرض عليَّ الإفطارَ فى رمضان؟!!


وعندما انتقلت إلى جوار ربها، رضى الله عنها وأرضاها، جاء زوجها ليحملها إلى البقيع لتدفن هناك، حيث دُفن آباؤها وأمهتها من بني هاشم، لكن المصريين ذهبوا إلى زوجها ليطلبوا منه أن تبقى وتدفن فى مصر.
وتذكر كتب السيرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أتى لزوجها إسحاق ليلة وفاتها في الرؤيا، وقال له: "يا إسحاق دع نفيسة لأهل مصر فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها".
ومن وقتها حتى الآن يجد زوار مسجدها مكانا يمنحهم الإحساس الراحة والسكينة والطمأنينة، وتسيطر عليهم حالة من الهدوء والصفاء والسلام النفسى والروحي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية