رئيس التحرير
عصام كامل

محبة كاملة

"أحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك" بهذه الكلمات العميقة، وضع الرب يسوع أمام الإنسان دعوة ليست مجرد وصية عابرة، لكنها جوهر الإيمان ومفتاح العلاقة مع الله.

إنها دعوة إلى حب شامل، حب لا يتجزأ، حب يتغلغل في أعماق القلب، يملأ النفس، ويضيء الفكر. هذه الكلمات ليست كلمات تُقال فقط، لكنها حياة تُعاش، وتجربة تُختبر كل يوم.

 

القلب.. محور الحب الإلهي

حينما قال الرب "من كل قلبك"، لم يكن يشير إلى مجرد مشاعر سطحية أو لحظات عابرة من التأثر، بل إلى حب ينبع من أعماق الإنسان. القلب، في لغة الكتاب المقدس، هو مركز الإرادة والعواطف معًا. أن تحب الله من كل قلبك يعني أن تتخلى عن كل ما ينافسه على عرش قلبك، أن تجعل الله الأول والأخير، الهدف والغاية.

 

الحب من القلب يعني أن نعيش بقلوب مشتعلة بالشوق إلى الله، قلوب تطلب رضاه في كل كلمة وكل فعل، قلوب ترفض الاستسلام لإغراءات العالم وتتمسك بوصاياه، كما قال الكتاب: "فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ" (أمثال 4: 23).

النفس.. تقديم الحياة بالكامل

"ومن كل نفسك" هي دعوة أعمق، دعوة إلى تقديم النفس، بكل ما فيها، لله. النفس ليست فقط الروح، لكنها تشمل الحياة ذاتها. أن نحب الله من كل نفسنا يعني أن نُخضع حياتنا بالكامل لمشيئته، أن نسلمه أفراحنا وأحزاننا، نجاحاتنا وإخفاقاتنا.


هذا الحب ليس حبًا يُمارس في الأوقات السهلة فقط، لكنه حب يظهر في الأوقات الصعبة. كما فعل داود عندما قال: "اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ" (مزمور 63: 8). إنه حب يضع الله في مركز كل قرار، وكل خطة، وكل يوم جديد.

الفكر.. التجديد المستمر

"ومن كل فكرك" تشير إلى أهمية أن يكون عقل الإنسان موجهًا نحو الله. الفكر هو المحرك الذي يقود الإنسان، وهو المسؤول عن القرارات والتأملات. حب الله من كل فكرنا يعني أن يكون فكرنا مجددًا بكلمته، أن نترك الحكم الأرضي والزائل ونتطلع إلى الأمور السماوية.

 

أن تحب الله بفكرك يعني أن تُخضع كل فكرة تحت طاعته، كما قال بولس الرسول: "مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيحِ" (2 كورنثوس 10: 5). الفكر المُحب لله هو الفكر الذي يبحث دائمًا عن مشيئته، والذي يرى العالم من منظور إلهي.

لكن، كيف نصل لهذا الحب الشامل؟

هذه الدعوة، رغم جمالها، تبدو صعبة المنال. كيف يمكن للإنسان الضعيف أن يحب الله بكل قلبه ونفسه وفكره؟ الإجابة تكمن في حقيقة واحدة: الله هو المبادر دائمًا. نحن نحبه لأن "هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (1 يوحنا 4: 19).

 

الله يمنحنا الحب لنحبه: محبة الله ليست جهدًا بشريًا، لكنها استجابة لنعمة الله التي تُسكب في قلوبنا.

التأمل في محبته: كلما تأملنا في محبة الله لنا، التي ظهرت في المسيح، يزداد قلبنا اشتعالًا بحبه.

الصلاة والاتحاد معه: الصلاة ليست فقط كلمات تُقال، لكنها نافذة تفتح قلوبنا ونفوسنا وفكرنا نحو الله.

محبة لا تنتهي

محبة الله ليست محطة نتوقف عندها، لكنها رحلة تستمر مدى الحياة. في كل يوم، ندرك ضعفنا وعجزنا عن تقديم هذا الحب الكامل، لكننا نتذكر أن الله لا ينظر إلى الكمال البشري، بل ينظر إلى القلوب. إنه يُكمل نقائصنا بعمل نعمته، ويقبل محبتنا مهما كانت صغيرة.

 

 

لذلك، فلنسعَ أن نحبه بكل ما فينا، واثقين أن كل خطوة نحو الله هي خطوة يملأها هو بنوره وحبه، حتى تصبح حياتنا شهادة حيّة على أعظم وصية: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ".
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية