رئيس التحرير
عصام كامل

جامعة الأزهر تدرس إمكانية تجهيل الطب!

بمناسبة غرائب الرئيس الأمريكي العائد لينتقم دونالد ترامب، خرجت علينا غريبة لطيفة مخيفة من قلب جامعة الأزهر، وهى قرار رئيس الجامعة الدكتور سلامة داود بتكليف الدكتور محمود حمودة رئيس سابق للطب النفسي بالجامعة بتشكيل لجنة مهمتها دراسة تعريب الطب النفسي والصيدلة والهندسة.. وذلك وفق قرار مجلس الجامعة..

نائب رئيس الجامعة الدكتور محمود صديق نفسه قال إن القرار لم يعرض عليه، وإن مثل هذا القرار هو قرار دولة وتوجه دولة.. ولا ينبغي أن يفهم من كلمات نائب رئيس الجامعة أن جامعته تنفذ ما أمرت به الحكومة.. 

قرار من هو إذن؟ ثم أهو قرار للتنفيذ أم قرار ببحث ودراسة؟ في كل الأحوال نحسب يقينا أنه قرار خاطئ ولو كان للدراسة المتأنية كما قال المركز الإعلامي للجامعة، ثم إنه تنفيذه خطيئة، تسمو على ارتكابها جامعة نحمل لها كل الاحترام.

سبق لمصر أن دعت في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى تعريب الطب، دراسته وتدريسه باللغة العربية، وجرت مناقشات كثيرة، ولم تنجح المحاولة، ويدفع بعض مؤيدي هذه الفكرة بأن سوريا عربت الطب.. ولا أعرف على أي مقياس ينبغي إتخاذ سوريا وتجربتها قدوة لفشل علمي ذريع.


بطبيعة الحال، لابد أن نوايا رئيس جامعة الأزهر حسنة وشديدة الطيبة، فهو مؤكد حريص على الهوية العربية، وهو يقينا حريص على استعادة اللغة العربية التى تتآكل حاليا بفضل مدارس وجامعات اللغات الدولية، وهو لكي يقنع الجامعة ومجلسها، ويقنع الرأي العام، لا بد أنه رجع إلى مؤلفات ابن سينا ولكي يدلل على أن الطب أصلا عربي وأن أوروبا ترجمت مؤلفات العلماء والأطباء العرب والمسلمين.. 

وهذا صحيح، لكنه وقع في أي قرن؟ نحن الآن في القرن الحادي والعشرين يا مولانا الفاضل، والعالم يتسابق ليحفظ لنفسه مكانا يليق به والإ داسته سرعة التعلم والعلوم والتكنولوجيا.


كيف بالله عليك سيتطور الطبيب إن لم يعرف الإنجليزية، والبحوث الدولية والمؤتمرات المتخصصة، كيف سيفهم المحاضرين، وكيف سيفهمون عنه، وكيف ستترجم أسماء الأمراض والأعضاء، والأدوية..

 
لولا اللغة الإنجليزية والفرنسية، وأية لغة أجنبية إضافية ما انفتحنا علي العلوم الحديثة، نعم في الآداب والعلوم الإنسانية يمكن الترجمة ويمكن التعريب، بل يجب، ويحدث بالفعل، لكن المصطلحات في الهندسة وفي علوم الأدوية والصيدلة والطب كيف سيتم تعريبها، ستكون محاولات بائسة تستدعي الأسى بل السخرية!


تنفق الأسرة المصرية المتوسطة وفوق المتوسطة معظم دخلها لتعليم أولادها اللغات ليكونوا جزءا فعالا في عصرهم، لا بضعة من كتب تراث سلف عصرها، ولا يجوز استدعاءها إلا للتفاخر، وذكر أمجاد الأجداد في الطب وفي الهندسة وفي علوم الكيمياء.


تلك عصور غابرة، لا يجب أبدا استخدام اللغة العربية نصوصا تعليمية في علوم الطب والصيدلة والهندسة، لأنها ببساطة تجربة فاشلة، أتمنى أن يراجع رئيس جامعة الأزهر قراره، حتى لو كان فكرة للدراسة التى عاد فقال إنها دراسة متأنية، وإن يتراجع عن فعل سيجعل أطباءنا من الأجيال القادمة فرجة أمام العلم والطب الحديث.. بالله عليكم كيف تفكرون؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية