رئيس التحرير
عصام كامل

عودة البكالوريا.. ونينه عماد حمدي ومصنع الطرابيش!

ثلاث وزارات حيوية تتعامل مع البيت المصري في طعامه، التموين، وفي تعليمه، التعليم، وفي صحته ومرضه، الصحة، وبالرغم من الأهمية البالغة للصحة والطعام، الإ أن الأسرة المصرية تختار التقتير على نفسها في الأكل، وفي العلاج حتى -وتؤثر أولادها على نفسها- توفر من قوتها لكي يواصل الأولاد تعليمهم. التعليم في مصر ليس فقط مشروع الدولة القومي المستمر، بل هو مشروع البيت والعائلة المصرية منذ القدم.


المتعلم متنور.. ومنذ يومين تناقل الناس موافقة الحكومة علي مقترح وزير التعليم محمد عبد اللطيف بالغاء الثانوية العامة، بعبع البيت المصرى، وكنز كنوز السناتر وأباطرة الدروس الخصوصية، واستدعاء نظام البكالوريا بشقيه، السنة الأولى بمنهج وعلوم محددة، تنتهي معها شهادة بكالوريا تمهيدية، ثم بكالوريا السنتين الثانية والثالثة، ليحصل علي مجموع مواد تخصصية، تؤهله لنوع الكلية وسوق العمل المطلوبين.. وبالطبع هناك تفاصيل منهجية عديدة لا أورط القارئ في دهاليزها.. 


منذ اطلاق مشروع استدعاء بكالوريا العشرينيات. حتى الخمسينيات، والمصريون بروح فكاهية لا يتوقفون عن استدعاء متلازمة الطربوش، وصوت عماد حمدي يقول وهو فرحان بالنجاح، اخدت البكالوريا يا نينه، وصوت نور الشريف في الثلاثية وهو سعيد بالبكالوريا يزف خبر نجاحه لأمه الست آمال زايد الشهيرة بأمينة.. 


وقبل إعلان مشروع هذه الشهادة، كان وزير الأوقاف الفاضل أسامة الازهرى اقترح استعادة الكتاتيب، وربط المصريون بروحهم الساخرة بين مشروع الأزهرى ومشروع عبد اللطيف، بفرحة استعادة ما قبل ثورة يوليو!


وفي هذا ظلم، لأن الثورة وفرت التعليم المجاني، حتى الجامعة، وكل الأجيال الناقدة وربما حتى الناقمة، هي من تلقت التعليم المجاني، مشروع ثورة يوليو الأكبر.. ورغم انتقادي ليوليو في شقها السياسي إلا أن فضلها علينا في التعليم لا ينكره الإ ضال مضلل.


بطبيعة الحال، فإن الانفجار السكاني المستمر للشعب المصرى، جعل ويجعل التعليم السليم منقوصا، بل لا يتحقق كما نرغب، ونحصل علي شباب مشوه في تعليمه، غير مؤهل لسوق العمل الحديثة، وبخاصة في علوم المعلومات، وهي في الحقيقة، مستقبل الكوكب كله، وليس فقط الدول.. 


الخصوبة المذهلة للست المصرية، رغم التحكم نسبيا في المواليد، تمثل أكبر تحد لعوائد التنمية، وللتعليم أيضا.. ويكفي أن تعرف أن الرئيس مبارك رحمه الله تولي الحكم وعدد السكان 40 مليونا، وترك الحكم وعددنا 80 مليونا، وفي عهد الرئيس السيسي، زدنا في 13سنة 26 مليونا!


عدد هائل، والضخ مستمر، يحتاج أموالا هائلة، وأفكارا جديدة، ولعل النقطة الأخيرة هي سبب استغراب المصريين من استدعاء نموذج تعليم ما قبل ثورة يوليو، والحق أن هناك قطاعا رحب بالكتاتيب التى خرجت لنا طه حسين والعقاد وغيرهما من أساطيل وأساطين الفكر والثقافة واللغة، كما رحبوا بالبكالوريا، باعتبارها نظاما معمولا به في الغرب حتى اليوم، وليس إرثا ملكيا، ينتمى لما قبل يوليو..

 
في كل الأحوال، تتبقى الحقيقة الموجعة، وهى عجز الحكومة الفاضح عن مواجهة معسكرات التعليم الخصوصي، السناتر، التي توغلت وتوحشت، وصرفت الطلاب عن الذهاب الي المدارس.. حقيقة أخيرة موجعة..

 


يخجلني أن أقول أن تلاميذ المدارس الدولية يمثلون خيبة قوية في اللغة العربية، قراءة وكتابة وانشاء، بل المخجل جدا مستوى طلاب الجامعات الخاصة، ومن تجربتي في التدريس بجامعتين مرموقتين، فإن الطلبة لم يكونوا يشعرون باي خجل لكونهم عاجزين عن كتابة سليمة بلا أخطاء إملائية تجلب السكتة القلبية للمعلم! الملف ضخم ضخم ويحتاج ثورة تعليمية وتمويلا أضخم وفكرا معاصرا.. 
لننتظر ونرى ماذا وكيف سيفعل السيد عبد اللطيف.. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية