أستاذ خليفة وأبلة مديحة
تابعت كغيري من أولياء الأمور تصريحات محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ومن بعده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، حول تعديل نظام الثانوية العامة، الذي أطلقوا عليه مسمى بكالوريا.
وبالمناسبة اسم بكالوريا بما يحمله من عبق تاريخي يذكرنا بزمن وضع طلبة المدارس الطرابيش فوق رؤوسهم، نقلني المسمى البكالوريا عبر عجلة الرجوع بالزمن، التي اخترعها محمد عبد اللطيف سنوات إلى الوراء، وتذكرت أيام الدراسة في محافظتي بني سويف، وخصوصا حصة التربية الدينية، التي أدرجها الوزير ضمن مواد الرسوب والنجاح.
داهمتني الذكريات حول حصة الدين، محاولًا إدراك نجاح تجربة الفصل العنصري، التي عشتها أنا وغيري من الأجيال السابقة واللاحقة، عندما كان يداهم الفصل الدراسي الأستاذ خليفة، مدرس اللغة العربية؛ استعدادا لحصة الدين الإسلامي، وبلهجة حادة يطلب من الزملاء الأقباط بالفصل المغادرة إلى غرفة الموسيقى مع الأبلة مديحة (القبطية الوحيدة) التي كانت تتكفل بحصة التربية الدينية المسيحية للزملاء الأقباط.
بعد أقل من ساعة، يعود رامي وجرجس وصموئيل وغيرهم من الأصدقاء مثلما خرجوا، ليجدونا مثلما تركونا، لا هم استوعبوا ما قالت الأبلة مديحة، ولا نحن فهمنا ما شرحه الأستاذ خليفة، الحصاد الوحيد هو الفصل العنصري بيننا، وخلق تفرقة مقيتة تزيد الهوة بين أبناء الوطن الواحد.
تبرير الزميل شادي زلطة، متحدث الوزارة، لقرار إدراج التربية الدينية ضمن مواد الرسوب والنجاح، وقوله إن إدراج التربية الدينية في المجموع يسهم في تعزيز القيم، ويجعل الطلاب أكثر قدرة على التفاعل مع المجتمع، هو كلام زاد الأمر غموضا بالنسبة لي بصفتي ولي أمر قبل أن أكون صحفيا، وقررت- بعيدا عن تقييم تجربة البكالوريا- طرح مجموعة من الأسئلة داهمتني؛ لعلي أجد ردا من القائمين على العملية التعليمية فحواها ما يلي:
أولًا، هل هناك بالتربية والتعليم كوادر مؤهلة لتدريس التربية الدينية، خصوصا مع تطورات العصر وطرح الأجيال الحالية أسئلة متعلقة بالدين تشمل الغيبيات والموت وعالم البرزخ وسر وجود الله، وأسئلة ترقى لوصفها بمذاهب الشك واليقين، التي طرحها الغزالي وديكارت، خصوصا بعدما شاهدنا في رمضان الماضي، عندما فتح الشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، المساحة لطرح الصغار الأسئلة في برنامجه نور الدين وقتها باغته الأطفال بأسئلة أثارت حالة من الجدل، أبسطها كان من خلق الله؟
ثانيا: كيف ستواجه الدولة المصرية الوضع حال لجوء أولياء الأمور إلى سناتر الدروس الخصوصية؛ لحصول أبنائهم على دروس تقوية في مادة الدين، وتركهم فريسة لأفكار مغلوطة في عقولهم نتيجة عدم الوعي؟
ثالثا: لماذا الإصرار على ترسيخ مفهوم الفصل العنصري داخل المدارس خصوصا في مرحلة مراهقة يمر بها طلاب البكالوريا، كما أسماهم معالي الوزير حديثا، وخلق فجوة بين المسلمين والأقباط؟
رابعا: من يستطيع ضمان قيام الأستاذ المكلف بتدريس مادة الدين المسيحي بعدم مخالفة تعليمات الكنيسة لرعاياها، أو شرح أمور تخالف تعاليم الإنجيل؟
خامسا: ما الفائدة من خلق مبارزة بين الطلاب المسلمين والمسيحيين حول عدد الدرجات التي يحصلون عليها، واعتبار درجة الاختبار مقياسا للإيمان وتفوق دين على آخر؟
أخيرا، في ظل عجز عدد المدرسين في الوزارة، لماذا الإصرار بين الفينة والأخرى على طرح خطط تعليمية غير ملائمة للقدرات البشرية الموجودة، على طريقة وضع العربة أمام الحصان؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا