تواصل مصر مع الجولاني
منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، انتاب الشارع المصري حالة من القلق، لما يحدث في الجارة سوريا التي تربطها ذكريات تاريخية مع مصر، على الصعيد السياسي والعسكري والثقافي.. ولمَ لا، وما زالت جملة المذيع السوري عبد الهادي بكار: من دمشق.. هنا القاهرة، حاضرة في الأذهان.
المشتركات بين الشعبين السوري والمصري كثيرة ويصعب سردها في سطور تحكمها المساحات، وحتى لا نبتعد عن صلب الفكرة، لكن ذكرها بشكل مقتضب أمر لا مناص منه؛ لتبرير سبب انشغال المصريين بما يحدث في دمشق، ومتابعة الأوضاع والتطورات عن كثب، حتى أصبح اسم أحمد الشرع المعروف بـ أبو محمد الجولاني، والذي يدير المشهد حاليًا، حديث الشارع المصري، ويتتبع المواطن أخباره وينشغل بما يقوله أو يعلنه من قرارات متعلقة بالدولة بصفته القائد العام للإدارة السورية الجديدة.
من جانب آخر، فقلق المصريين على السوريين نابع من تجربة مريرة عاشوها، تركت في نفوسهم وعقولهم ذكريات مؤلمة لسنوات الإرهاب التي أعقبت تنحي مبارك، وأصبح في كل بيت أو عائلة شهيد، سواء في سيناء أو بالشوارع والميادين؛ نتيجة تغلغل تيار الإسلام بقيادة جماعة الإخوان، وقلبت هيئة تحرير الشام عليهم أوجاع تلك السنوات العصيبة.
بطبيعة الحال، لم يبعد الإعلام على مختلف أنماطه عن القضية السورية، وخصصت برامج التوك شو والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية مساحات معتبرة لتناول الأزمة السورية، والغوص في تاريخ أحمد الشرع (الجولاني سابقًا) كعنصر بارز في تنظيمات إرهابية، خرج من ظلمات داعش والقاعدة إلى أضواء دمشق التاريخية والثقافية، وبالطبع ومع الخوف من تكرار تجربة الإخوان في الجارة العربية، بدا واضحًا انحياز التغطية ضد الشرع، بدرجة يمكن وصفها بتحريض على قطيعة مسبقة بين البلدين قبل اتضاح الصورة.
صحيح أن مصر الرسمية، اتسم تعليقها على التطورات بالهدوء والدبلوماسية، بل المساندة ضد السلوك الإسرائيلي، ومطالبة الأطراف الجديدة الفاعلة في المعادلة بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية، في ظل زيادة منسوب الحديث عن تقسيم محتمل ودفع الكيان الإسرائيلي المعادي، لسيناريو الفيدرالية في سوريا، وأعلنه صراحة وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر، قبل أيام من إسقاط نظام الأسد.
لكن رغم كل هذه المخاوف، هل من المفيد لمصر تبني قطيعة مسبقة مع حكام سوريا الجدد؟ أم الأفضل التقارب الحذر على غرار ما فعلته دول عدة بينهم عواصم لقوى عظمى؟ الإجابة المنطقية وحسب ما توصي به الدراسات السياسية هي الثانية، التقارب الحذر.. فما يربط البلدين من تاريخ، صعب نسفه في لحظة انفعال، وخروج مصر الرسمية طواعية من سوريا الجارة العربية الشقيقة بما تمثله لنا من عمق استراتيجي يحمل خطورة على الأمن القومي المصري الذي علمتنا كتب التاريخ العسكري أنه يبدأ من جبال طوروس جنوب تركيا.
تجارب الدول التي سبقتنا في التواصل مع الشرع وإدارته، يجب أيضًا النظر لها بعمق وتحليلها بدقة، بعيدًا عن العواطف الشعبية، والتناول الإعلامي المنحاز للعروبة والقومية، خصوصًا أن سقوط بشار الأسد مع مرور الأيام، بات أنه جاء وفق تفاهمات وصفقة خفية، ضمنت الحفاظ على مصالح أصدقائه وأعدائه، وخرج الجميع رابحًا من ليلة 8 ديسمبر.
فروسيا حافظت على قواعدها العسكرية، وتركيا حققت ما سعت له سنوات، وحتى إيران ربما يتضح مستقبلًا تخليها عن حليفها؛ للحفاظ على مصالحها وتحييد مواقعها العسكرية.. وشاهدنا صورة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى باربرا ليف، والوفد المرافق لها مع الجولاني، متجاهلة وضع بلادها مكافأة قائمة قيمتها 10 ملايين دولار مقابل اعتقاله، ألغتها كعربون صداقة بعد انتهاء اللقاء.
وكما يقول أوتو فون بسمارك، السياسة هي فن الممكن، وخلال ماضٍ ليس ببعيد، استقبل الرئيس مبارك، الرئيس الصومالي الأسبق، شريف شيخ أحمد، خريج نفس المدرسة التي تخرج فيها الجولاني، بهدف حفاظ القاهرة وقتها على مصالحها في عمق القرن الإفريقي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا