رئيس التحرير
عصام كامل

يريفان عاصمة لها تاريخ (2).. المذابح

لماذا يعمل الشعب الأرمني وحكوماته المتتابعة على ملف مكافحة الإبادة الجماعية؟ ولماذا تعكف العاصمة الأرمينية يريفان على خلق منصة المنتدى العالمي لمكافحة الإبادة الجماعية؟ ولماذا تصبح تلك المنصة واحدة من المنصات المدعومة من الأمم المتحدة؟
 

عانى الشعب الأرمني أكثر مما عانت كل شعوب الأرض وفقدوا أرضا وبشرا وتشردوا في بقاع الدنيا بسبب جبروت القوة وطغيان السلاطين، وغفلة العالم من حولهم وغض طرف القوى الكبرى عن مآسيهم، خصوصا وأن ما تعرضوا له على يد العثمانيين جرت وقائعه بينما كان العالم منشغلا كما يحدث الآن بتقسيم خارطة الأرض من جديد.


وكأن التاريخ يعيد نفسه، كانت تركيا أو الامبرطورية العثمانية تعيش آخر لحظاتها التاريخية فتاهت من حكامه بوصلة البقاء، فلم يكن من السلطان عبد الحميد في نهايات القرن التاسع عشر إلا أن يطرح فكرة الجامعة الإسلامية ليجمع ما تبقى من إمبراطوريته، تحت عنوان براق جديد فأنشأ الفرق الحميدية، وهي عبارة عن ميلشيات مسلحة تطارد الكفار -وبالطبع أوعز لهذه الفرق أن الأرمن كفار- فبدأت المذبحة الأولى بين عام 1894م والعام 1896م، وراح ضحيتها ما بين 100 ألف إلى 150 ألف أرمني.


وبسبب هذه المذبحة أصبح لقب السلطان عبد الحميد هو السلطان الأحمر نسبة إلى حجم الدماء التي أسيلت، لم تتوقف مذابح الأتراك ضد الأرمن حيث عادت وأطلت برأسها الخبيثة في العام 1909 بسبب صراعات الرجعيين الرديكاليين وأعضاء من الأحرار الدستوريين، وفي هذه المذبحة بلغ عدد الضحايا 30 ألف مسيحي معظمهم من الأرمن.


تلك كانت مذابح أضنة التي أصدر فيها الأزهر الشريف فتوى تحرم قتل المسيحيين، ووصفت ما يحدث بأنه جريمة ضد الإنسانية، وأن الإسلام لا يقر ذلك أبدا، وأن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم حرام، ولا يجوز لفئة أن تمارس القتل باسم الدين، أو توهم العامة بمفاهيم لا علاقة لها بالإسلام.


لم يتوقف الأمر عند مذبحتين حيث ظهرت إلى الأجواء السياسية التركية في ذلك الوقت فكرة مفادها دولة تركية نقية الدماء، والتخلص من كافة الملل الأخرى وتهجيرها، وعقب اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914م بدأ الأتراك العثمانيون تنفيذ مخططهم باستغلال انشغال العالم بما هو فيه، وتقرر تهجير الأرمن بالقوة حيث أطلق العثمانيون من كانوا في السجون وشكلوا منهم ميليشيات مسلحة لمرافقة الأرمن إلى حلب بسوريا.


سار آلاف الأرمن حفاة عراة على أقدامهم إلى مصير مجهول وميليشيات السجناء تمارس فيهم القتل الممنهج، راح ضحيتها هذه المرة قرابة المليون ونصف المليون أرمني حسبما أعلن الأرمن، بينما أرادت الحكومة العثمانية التخفيف من الأمر حيث قالت إن الضحايا 700 ألف فقط!


تلك هي باختصار معركة الدم التي عاشها الشعب الأرمني ولاتزال صورها ووثائقها تتداول بين الأجيال الجديدة، يحملون آلام أجدادهم الضحايا ويعملون في كافة المحافل الدولية والإقليمية من أجل الحصول على الاعتراف.. اعتراف القاتل بجريمته ضد الإنسانية.
 

ولهذا السبب يعقد المنتدى العالمي لمكافحة الإبادة الجماعية نسخته الخامسة خلال يومي 12 و13 ديسمبر الجاري، وتشارك فيه منظمات مدنية وعدد كبير من مسئولين فاعلين دوليين إقليميين ومحليين، لإطلاق صرخة جديدة من أجل مكافحة الإبادة الجماعية، والتي لاتزال وقائع واحدة من أشرسها ترتكب على أرض فلسطين المحتلة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية