رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل صغيرة في اتفاق وقف الدم

أخيرًا نجحت إدارة بايدن، وهي تلفظ أوقاتها الأخيرة، في عقد اتفاق بين الدولة اللبنانية لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. الدولة طرف مفاوض يمثله نبيه برى رئيس مجلس النواب، لأنه لا يوجد رئيس للبنان حتى الآن، وهو مفوض أيضًا من قبل نعيم قاسم آخر من تبقى من قادة حزب الله اللذين نسفتهم إسرائيل نسفًا وغدرًا.

دبلوماسية المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين اعتمدت على مراجعة الإدارة القادمة، فحصل على مباركة فريق ترامب، ومن ثم حصل على ليونة نسبية من نتنياهو، كما اعتمد على مكافأة يقدمها بايدن لإسرائيل نظير الموافقة على وقف النار، قيمتها أكثر من ٦٠٠ مليون دولار، صفة أسلحة وذخائر..

وتم الاتفاق، وسكتت المدافع، والصواريخ والقاذفات، فجر أول أمس، ولم يعلن حتى اللحظة النص الكامل للاتفاق، بخلاف الثلاثة عشر نقطة التي قدمتها الأطراف للإعلام، وأبرزها أن الانسحاب من جنوب لبنان تدريجي يخضع للاختبار، بمعنى أنه سيتم على مراحل لمدة ٦٠ يوما، إن وقع خلالها انتهاك سترد اسرائيل بكل قوة، وتضمن الاتفاق إضافة فرنسا إلى لجنة مراقبة التنفيذ وتشخيص الطرف المنتهك، وبذلك تصبح الآلية المكلفة بالمراقبة خماسية، فيها أمريكا والأمم المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل، وكانت من قبل ثلاثية فقط، فيها إسرائيل ولبنان وقوات اليونيفيل الأممية.

فرنسا دخلت على خط التفاوض بثمن رخيص فاضح، فقد قايضتها إسرائيل مقايضة التجار الانتهازيين. تنازلت فرنسا عن تنفيذ قرار الجنائية الدولية باعتقال المجرم المطلوب للعدالة بنيامين نتنياهو مقابل قبول إسرائيل لباريس بدخول حلقة الوساطة.

بررت باريس تراجعها المفضوح بأن رؤساء الدول والحكومات لهم حصانة! لم تفعلها بريطانيا ولا إيطاليا ولا تزالان تتمسكان بتنفيذ قرار الاعتقال إن زارهما نتنياهو أو وزير دفاعه المقال يوآف جالانت.
قبضت إسرائيل الثمن إذن، صفقة أسلحة أمريكية وذخائر تعوض ما استخدمته في قتل الآلاف من الأبرياء في غزة وفي لبنان، وتحرير نتنياهو من قرار اعتقاله إذا زار باريس..

وتتكشف طلبات أخرى من بينها إقامة منطقة عازلة في الجنوب اللبناني، تخلو تمامًا من السكان، وهو ما رفضه المبعوث آموس ووصفه بالطلب الخيالي، يمس سيادة لبنان.

الآن يتحدث رئيس أمريكا ورئيس إسرائيل عن إمكانية التوصل لصفقة في غزة لتحرير الرهائن، بعد نجاح عقد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ويتحدث بايدن عن الاستعانة بالقاهرة وأنقرة والدوحة للتوسط بأفكار جديدة. فى اتفاق لبنان كان هناك عامل ضغط ميداني لا يمكن إغفاله هو كم الصواريخ والمسيرات الهائل الذي أطلقه حزب الله على كل إسرائيل وبخاصة قبيل التوصل للاتفاق، مما أرغم أربعة ملايين إسرائيلي على اللجوء للمخابئ، وكان نتنياهو قال لشعبه متباهيا إنه قضى على حزب الله، وتبين ميدانيا أن الحزب لا يزال لديه رصيد كبير مكنه من دحض مزاعم النازي الإسرائيلي..

الوضع مختلف في غزة، فالمقاومة هناك تقاتل بلحم الحى، ولم تعد تمتلك ذخائر ولا صواريخ ولا مسيرات كافية. تقاتل وجها لوجه، وتقاتل بلصق المتفجرات من المسافة صفر، وفى الوقت ذاته تجرف اسرائيل شمال القطاع لتعزله، وسط خطط احتلال ونوايا استيطان للقطاع مرة اخرى.

كل هذا الدمار، والتشابك الإقليمي، والثمن الفادح يدفعه المدنيون، سببه الرئيسي غياب الدولة الوطنية، وقرار الميليشيات، والتشكيلات. شعب لبنان كله دفع ويدفع الثمن.شعب فلسطين كله دفع ويدفع الثمن الباهظ المؤلم. شعوب المنطقة تتعرض لتكاليف اقتصادية ثقيلة، أثقلها وقع علينا كمصريين بسبب تهديدات المرور في البحر الأحمر، مما قلل مواردنا من قناة السويس.

هل يصمد اتفاق لبنان وإسرائيل؟ هل يقدم نتنياهو لبايدن اتفاقا في غزة؟ شهران يتبقيان قبل مجيء ترامب، ليبدأ إعادة التبشير بالدين الإبراهيمي، وتلك قصة مفزعة خادعة!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية