طريق النجاة (1)
من منا لا يرجو أن ينجو من جوف المخاطر؟! والجواب: كلنا يحب ذلك بل ويلح في طلبه إذا ما أحاطت به الخطوب.. وما أكثرها وأصعبها هذه الأيام.. لكن من فعلا يعمل ليوم تشتد ريحه وتصعب مقاديره؟!
الحل يكمن في جبر الخواطر، فذلك عمل إنساني رفيع، لا يصدر إلا عن نفس سوية تنجذب لعمل الخير بفطرتها، نفس لا تعرف الكبر ولا الشقاء ولا التجبر وقد وصف الله عيسى عليه السلام بقوله (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)..
وهنا ربما يمر كثيرون على ذلك التعبير القرآني دون أن يلفت نظرهم اقتران الشقاء بالتجبر، وقد سبقت كلمة الله وصدقت. فما من طغى جبار إلا قصمه الله، وارجعوا إن شئتم لقصة النمرود أو قصة فرعون أو قارون أو حتى نيرون العصر لتروا كيف كانت نهاية المتجبربن لنعلم عظمة جبر الخواطر، رقة القلوب إنسانية السلوك.
فلا تحقرن من المعروف شيئا وإن كان إطعام هرة إو سقاية كلب، فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض، بينما دخل رجل الجنة في كلب سقاه وكان يلعق الثرى من العطش..
هذه هي مقاييس السماء، يكافئ من يجبر خاطر حيوان أبكم فما بالنا بمن يكرم إنسيا كرمه الله ورفعه فوق جميع المخلوقات..يقول الله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).. وإذا كان الله في عليائه تفضل على الإنسان بالتكريم فكيف يبخل الخلق على بعض منهم بحسن المعاملة أو بجبر الخاطر؟!
ولست في حاجة للقول إن من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر، هكذا تقول تجارب الحياة التي عشتها بنفسي أو عاشها غيري في جوف الخطر؛ فحين مررت قبل عامين بمحنة مرض حار الأطباء في تشخيصه أول الأمر كانت رعاية الله حاضرة تحيطنى أينما حللت..
وقد لمستها في أيادٍ امتدت بالعون وتكفلت بالمواساة والدعم وحتى بالدعاء حتى تجاوزت محنة رضيت بها وعبرتها بيقين وثبات ورأيت فيها كيف أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا مهما تحسبه هينا.. ما دمت تعمله خالصا لوجه الله ولم تنتظر من أحد مقابلًا ولا شكورا.. اطمئن سيعود إليك في ظروف لا تتوقعها.
وهنا أدركت أسرار زيارة المريض والسؤال عنه وكيف ترفع منسوب المناعة وتحيي موات القلوب وتبعث الروح في علاقات ميتة أو كادت تموت.. هنا أمعنت النظر في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ويقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ يَومَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدنِي! قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أعُودُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟!، قَالَ: أمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ! أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَهُ! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمنِي! قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أطْعِمُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟!
قَالَ: أمَا عَلِمْتَ أنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ! أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي! قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أسْقِيكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ! أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي".
فهل بعد كل ذلك نرتاب في روعة جبر الخواطر وفائدته لكل الأطراف.. وللحديث بقية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا