رئيس التحرير
عصام كامل

وحياة حبيبك النبي ما تبيع المصنع ده!

عندما قرأت عن إنجاز قطاع الأعمال العام في تجهيز مصنع غزل 1 التابع لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، وما يتكون منه المصنع وقدرته وقيمته الإنتاجية أحسست بالفخر بأن قطاع الأعمال أنجز ذلك الصرح العملاق.. 

وما تردد في ذهني دعائي بألا يتم بيع هذا الصرح العملاق أو تقديمه للمستثمرين، أو التخلص منه بعرضه للبيع من خلال البورصة أو بأي طريقة أخرى تعن للحكومة ورئيسها الدكتور مدبولي..

وتمنيت أن أقابل الدكتور مدبولي وأشد على يده قائلا: "وحياة حبيبك النبي ما تبيع المصنع ده"، فقد تعودنا أن تقوم الحكومة ببيع الشركات والمصانع الناجحة لمجرد أن تحصل على عملة صعبة تسدد منها فوائد القروض التي اقترضتها وفرضتها على الشعب المصري..

بيع الشركات الناجحة

فنجد الحكومة في 2022 تبيع حصص الشعب في 5 شركات لإحدى الشركات الخليجية مقابل نحو 1.8 مليار دولار وتضمّنت تلك الاستحواذات 21.5% من أسهم أبو قير للأسمدة، و20% من مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو)، و32% من الإسكندرية لتداول الحاويات، ونحو 17% من البنك التجاري الدولي، و12.6% من أسهم فوري.

مع العلم أن شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) تبلغ قيمتها السوقية 23 مليار جنيه، تأسست عام 1998 برأس مال 2.5 مليار جنيه وتمتلك في دمياط على مساحة 400 ألف متر مربع أكبر مصنع لإنتاج الأسمدة النيتروجينية في مصر، ومنذ 2008 صدرت الشركة نحو 10.5 مليون طن من اليوريا المكورة، وحققت أرباحا في عام 2021 نحو 4.79 مليار جنيه مقارنة بـ 2.49 مليار جنيه سنة 2020.

أما الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع، فقيمتها السوقية 16 مليار جنيه. تأسست عام 1984 وتعمل في ميناءي الإسكندرية والدخيلة واختيرت في 2021 ضمن أفضل 100 شركة مصرية أداء وقيمة سوقية وتحقيق أرباح في السوق المصري، بعدما حققت خلال أول 8 أشهر فيه أرباحا بنحو 1.55 مليار جنيه مقارنة بـ 1.5 مليار جنيه في نفس الفترة من العام السابق.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة أبو قير للأسمدة 32 مليار جنيه، وقد تأسست بموجب قرار وزاري سنة 1976 وتمتلك نحو 6 مصانع لإنتاج السماد واليوريا في الإسكندرية وتعد أكبر منتج  لسماد اليوريا العادي بمصر وشمال أفريقيا، كما تصدر الشركة سنويا مليون طن أسمدة لـ 28 دولة، وحققت أرباحا صافية تبلغ 3.51 مليار جنيه في عام 2021 مقارنة بـ 2.69 مليار جنيه في 2020.

أما فوري لخدمات الدفع الإلكتروني فتبلغ قيمتها السوقية 17 مليار جنيه، تأسست سنة 2008 بدعم من مستثمرين وشركات وبنوك مصرية وبدأت بـ 5 آلاف نقطة خدمة في عام 2010، وتمتلك نحو 225 ألف نقطة خدمة في 300 مدينة، وبلغت أرباحها 145 مليون جنيه في 2020، بنسبة ارتفاع 33%.

أما البنك التجاري الدولي والتي تم بيع حصة 18% فتبلغ قيمته السوقية 93 مليار جنيه وتأسس عام 1975 بشراكة بين بنكي الأهلي المصري وتشيس مانهاتن، واشترت الإمارات حصة الحكومة فيه بنحو مليار دولار، وقد حقق البنك أرباحا في عام 2020 بنحو 10 مليارات جنيه ويمتلك البنك عددا من الشركات بينها (cventures - فوري بلس – فالكون).

تطوير صناعة الغزل والنسيج 

لذلك وعلى هذا النهج أخشى ما أخشاه أن يتم بيع مصنع غزل 1 الناجح بهذه الطريقة التي تتبعها الحكومة، فالمصنع عملاق في مجاله، وقد تم الانتهاء من تركيب الماكينات الحديثة به، ويقع على مساحة 62 ألف متر ويضم نحو 183 ألف مردن و376 ماكينة، وتبلغ طاقته الإنتاجية المستهدفة 15 طن يوميا من الخيوط الرفيعة التي تستخدم في إنتاج الأقمشة عالية الجودة.

وملحق به صالة إنتاج تستخدم في الاستفادة من العوادم الناتجة عن مصانع الغزل الجديدة والتي تم تطويرها، وتضم 3000 مردن بطاقة إنتاجية مستهدفة 17 طن يومي خيوط سميكة، والمستخدمة في إنتاج الأقمشة السميكة مثل الجينز.

فالمصنع خطوة مهمة نحو تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر، ويمثل نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي، ويعكس التزام الدولة بتعزيز قدراتها الإنتاجية في هذا المجال. ويوفر المصنع نحو مليار دولار واردات من الغزل سنويا، بجانب تلبية متطلبات المصانع المحلية. وسيفتح أسواقًا جديدة ويعزز من قدرة الشركة على المنافسة في السوقين المحلي والدولي. 


ويتكون المصنع من 4 أجزاء، الجزء الأول متعلق بإنتاج ‏الغزل الرفيع وسيخصص للتصدير، ولا سيما في ظل الإقبال الكبير على القطن المصرى طويل التيلة ومنافسته العالمية، والجزء الثانى مخصص لإعادة تصنيع الريسيكل من العوادم، وهو مخصص لتصنيع أقمشة الجينز وسيتم التعاون مع شركة دمياط التي تصنع الجينز في هذا الشأن.

 

والجزء الثالث من أكبر مصنع غزل في العالم مخصص للتطبيق والزوى، وهى قيمة مضافة عالية؛ لتحسين خواص الخيوط الرفيعة وفقا للمواصفات العالمية، والجزء الرابع عبارة عن حرق الوبرة؛ لزيادة لمعان وجودة الأقطان والغزول المنتجة، والقضاء على الشعيرات، موضحا أن كل ذلك قيمة مضافة عالمية تجعل من المنتج منافسا عالميا بقوة في مختلف أسواق العالم.

الجريدة الرسمية