رئيس التحرير
عصام كامل

برامج قليلة الأدب!

يحتفظ أرشيف التلفزيون المصري بحلقات عديدة شهيرة مع مجموعة من عتاة المجرمين ممن ارتكبوا جرائم خطرة ضد المصريين ووطنهم.. بما فيهم جواسيس وسفاحون وقتلة ولصوص مال عام أثارت قضاياهم الرأي العام، ولعبت شبكة المعلومات الدولية ويوتيوب في الصدارة، في الاحتفاظ بأغلبها ربما سمح لأجيال عديدة بمشاهدتها وكنا منهم.

 

ولكن أي طفل إذا شاهد أي حلقة منها فيمكن أن يجاوب بسهولة على سؤال ملغم: استفدت إيه من البرنامج ده يا حبيبي؟! ستكون الإجابة الفورية: الراجل ده وحش وهيروح النار وأي حد هيعمل زيه هيروح النار!


الإجابة السابقة هدف أي برنامج ناجح.. وهدف أي قناة تدرك واجباتها ودورها.. إذا وصلت الرسالة وحشدت المجتمع ضد الجريمة فقد نجحت.. إذا وضعت حواجز بين الناس والسلوك الحرام فقد نجحت.. إذا أقنعت المشاهد أن الجريمة لا تفيد ومصير المجرمين هو العقاب فقد نجحت!

 
لكن ما معنى استضافة سيدة سيئة السمعة؟! مدانة من القانون ومن المجتمع وعلى أي نحو ممكن؟! ما الهدف؟! ما الهدف حتى لو كانت -مثلًا مثلًا- لها تبرير لمصيبتها السوداء؟! هل هو سيئ السمعة "التريند"؟ وهل التريند يكون على حساب المجتمع وقِيمه وحياؤه؟! 

هل عند هؤلاء أطفال يسألونهم عن ضيوف برامجهم؟! ماذا يقولون لهم؟! وماذا سيقولون لسجل الأرض الذي يحفظ تاريخ كل واحد، وجعلنا اليوم نتذكر بالخير وبالمهنية تاريخًا إعلاميًّا مجيدًا بينما سيذكر هؤلاء بجرائم إعلامية مكتملة الأركان؟ وماذا سيقولون أمام سجل السماء وفيه كل صغيرة وكبيرة أحصاها وعدها عدًا؟! 
 

 

يا سادة: كثيرون فقدوا الخجل..عاقبوهم بالمقاطعة والبوست.. كلاهما تأديب وعقاب.. عاقبوهم يعذبهم الله بأيديكم.. وإلى حين!

الجريدة الرسمية