الدين النصيحة
جاء في هدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله أنه قال الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا: أي الصحابة لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وهذه نصيحة خالصة لوجه الله تعالى..
نحن في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل، في زمن كثرت فيه الفتن والأكاذيب والأضاليل، وعم فيه الفساد، وانتشرت فيه الصراعات، وأريقت وتراق الدماء البريئة ظلما وعدوانا بعدما سيطرت الأطماع في النفوس المريضة..
نحن في زمن أصبح العاقل فيه حيران، في زمن يُكذب فيه الصادق ويصدّق فيه الكذاب، ويُؤتمن فيه الخائن ويخوّن فيه المؤتمن، في زمن تحكمت فيه أهواء الأنفس والشهوات، في زمن سيطر فيه الإعلام الصهيوني الغربي وبث فيه سمومه القاتلة للقيم والهوية والأخلاق، نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على جمر من النار..
في زمن العُري والخلاعة والشذوذ والتقليد الأعمى لصيحات وضلالات الغرب، في زمن الإعراض عن الله عز وجل وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم زمن الغفلة، في زمن غابت فيه الفضائل والقيم الإنسانية النبيلة وعم فيه الفواحش والرذائل والفساد..
نحن في زمن أصبح الإسلام فيه غريبا، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وعلى آله بقوله "بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء"، زمن كثر فيه أدعياء الصلاح والتقوى والتدين..
عزيزي القارئ، إني لست من أصحاب النظرة السوداوية المُتشائمة، بل كل ما ذكرته قليل من كثير من واقع حال أهل هذا الزمن المرير، وصدق الله تعالى إذ قال “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”..
نحن في زمن وجّب على العاقل أن يأخذ بوصية سيدنا رسول الله التي قال فيها: "إلزم بيتك وأملك عليك لسانك، وخذ بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة"، وأن يقم أركان دينه ويجعل له ورد ذكر لله تعالى، وأن يجتنب إلحاق الضرر بالناس ويتقي الله عز وجل..
وأن يعف عن المحارم ويتحرى المطعم، ويتجنب القيل والقال وألا ينشغل بأحوال الناس، وأن يسعى لتزكية نفسه وتطهير قلبه، وأعتقد أن من يأخذ بهذه النصيحة يكن من أهل ولاية الله تعالى في زمن قل فيه الأولياء.