الراقصة والشيخ.. وداء الإعلام!
أكدت المشادة أو المشاحنة أو المشاجرة أو الملاسنة التي وقعت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين الشيخ خالد الجندي والراقصة والممثلة لوسي، أن الوعي المجتمعي في حاجة ماسة إلى إعادة صياغة أو بالأحرى إلى إعادة ضبط، يستوي في هذا القصور أصحاب القدرات التعليمية والثقافية العالية والمتوسطة والضحلة والمنعدمة..
وأظن أن مسئولية حاملي الشهادات والدرجات العلمية العليا والمتوسطة أكبر وأفدح عن ذلك الخلل المجتمعي الواضح، أضف إلى ذلك.. هناك رغبة جامحة لدى كل الفئات في مجتمعنا، باختلاف قدراتها التعليمية، على استخدام وتعاطي الإعلام بشراهة غير عادية!
هذه الأزمة، تكشف كذلك أننا لازلنا متوقفين في ذات الموضع الذى نتمترس فيه منذ عشرات السنين فيما يتعلق بمسألة تطوير الخطاب الديني، بشكل يؤكد أننا مصرون على أن يسود الجهل في الخطاب الديني بين الغالبية، سواء من يملكون العلم الديني ومن يصرون على التمسك بالجهل!
أعتذر عن طول المقدمة التي احتلت السطور السابقة، وما كنت أحسبها ستستغرق كل تلك السطور ولكن أكرر اعتذاري لحضراتكم..
الحقيقة أن الشيخ خالد الجندي، وله كل التقدير على المستوي الشخصي ولما يملك من علم وخبرة في مجاله، إلا إني أظن أن الشيخ الجندي مصاب بمرض داء الإعلام وحب الظهور كل وقت ليلا أو نهارا أو عصرا، هذا الداء يبدو ظاهرا وبشكل جلي علي الشيخ في كل مداخلة أو إفادة أو إطلالة منه على أي من وسائل الإعلام..
فدائما نرى الشيخ يقول في بعض الأحيان إنني احذر من أن يتم اقتطاع كلامي أو إخراجه من سياقه، وأحيانا يقول أهوه بكره يقولوا خالد الجندي بيدعو لكذا أو لكذا (وغاليا ما تكون كذا هذه عبارة ليست كاملة وتحتاج الى وزن بعبارة مكملة كي يتضح الأمر أو الفتوى التي يقول بها الشيخ)..
ودوما نجد الشيخ الجندي في غالبية البرامج التليفزيونية والإذاعية التي يقدمها حريصا كل الحرص على ان يشتبك مع أي رأي، أيا كان، يتعلق بالدين أو بأمر من الأمور التي تفسر أو توضح العبادات أو المعاملات بين الناس، وأحيانا ما نجد الشيخ حريصا على الرد على ما قد يكون قد لحقه من هجوم أو انتقاد، من هنا أو هناك، بشأن رأي قاله الشيخ في أي أمر أو بشأن مستوى المعيشة التي يحياها أو بشأن ما يرتديه من أزياء!
الخلاصة أن الشيخ خالد الجندي، وكما أرى، يعد نموذجا مكررا من رئيس أحد النوادي، مع الفارق في أن الشيخ لا يخرج أبدا عن المألوف أو يتجاوز في التفاعل مع مخالفيه أو منتقديه، ولكنهما مصابان بذات المرض، داء الإعلام!
ومن هذا التوصيف أظن جازما أن الشيخ الجندي، كما رئيس أحد النوادى، يتابعان وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على مدى اللحظة، بتحفز واستعداد للدخول في أي موضوع مثار على الساحة!
هذه الحالة التي يعانيها الشيخ الجندي، كما أرى، هي من أوقعته في حبائل تلك الملاسنة مع السيدة لوسي الراقصة السابقة والممثلة الحالية، من المعروف والثابت أنها -وبكل احترام لشخصها- لم تتلق قدر مناسب من التعليم، وعلى ما يبدو أيضا أن ثقافتها الدينية متواضعة إلى حد كبير، ما دفعها الى أن تقول أن المولي جلا وعلا، كتب عليها ممارسة تلك المهنة التي امتهنتها (الرقص)، أضافت أننا كبشر مسيرين ولسنا مخيرين وربما كانت تشعر السيدة لوسي في كلماتها بندم حيال ممارسة هذه المهنة، ربما لا أستطيع الجزم!
أظن أن الشيخ وجد ضالته في تلك العبارة التي قالتها السيدة لوسي، وقرر التدخل إعلاميا، وبدلا من أن يعيد التفكر فيما قالته السيدة لوسي، بتأن قبل أن يقرر الرد عليها عبر وسائل الإعلام، معتبرا، وخلافا للواقع، أنه حامي حمى العقيدة ومسئول عن رد التجاوزات التي يقول بها البشر، أي بشر!
وألقى الشيخ بحكمه على ما قالت لوسي في وجه المجتمع وفى وجهها، اعتقادا أن الكل سيستمع له بقداسة واحترام والامتناع، وشبه الراقصة بما ادعته بإبليس وذلك الحوار المشهود بينه وبين المولى جلا وعلا في عدة مواضع بالقرآن الكريم.
فوجئ الشيخ والمجتمع بأن السيدة لوسي الراقصة السابقة، أطاحت في وجه الشيخ بكلمات لم يكن يتخيل أو يعتقد أنه يمكن أن توجه اليه.. قالت السيدة لوسي الراقصة السابقة: "هو مين خالد الجندي اللى كل ما حد مشهور يتكلم يرد عليه، وبعدين يا سيدي أنا كافرة أنت مالك! واختتمت لوسي تعليقها على الشيخ بأن قالت والعلم عند الله بالحقيقة: وإذا الشيخ ما سكتش انا عندي مستمسكات عليه!
ورد الشيخ علي الراقصة بأنه إذا لديها أي شيء يدينه فلتظهره! وسكت الاثنان.. أو هكذا اعتقد!
أرأيتم إلى أي مدى يمكن أن تصل مضاعفات الإصابة بمرض داء الإعلام!