رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا أبا مرزوق لقد رفعت الحرج عنا!

أدلى القيادي بحركة حماس موسى أبو مرزوق مؤخرا بتصريحات ماسة بمصر إلى أحد الأبواق المروجة للمشروع الحمساوي المخرب لكل الثوابت العربية والإسلامية! وقبل أن نبدأ في تفنيد ما قاله أبو مرزوق والرد عليه نقول إن السيد أبو مرزوق معروف بأنه الرجل الذي دوما ما تتغير أراؤه حسب المكان الذى يقيم فيه وحسب وسيلة الإعلام التي يتحدث لها!


ونقول للسيد أبو مرزوق إذا كان لكلامك التافه ميزة واحدة، فهي أنك أزلت عنا الحرج الذى لازمنا منذ المغامرة غير المحسوبة في السابع من أكتوبر الماضي، وأتحت لنا الكلام بحرية فأنت من خرجت على الأدب والمألوف، واخترت أن تبادر بتوزيع وإلقاء مبررات الفشل على أية أطراف بعيدة عنكم وعن مستخدميكم..

 

بعدما بات واضحا أن الفشل المخزي بات هو النتيجة المحسومة والمضمونة لمغامرتكم، التي وضح تماما أنها كانت وبلا أدني شك لحساب من يدفعون لكم ومن يتاجرون بكم، ومن سوف يواصلون تسليمكم واحدا بعد الأخر إلى مخابرات دولة الكيان الغاصب لتنهي حياتكم بصورة مخزية مريرة!


يا أخ أبو مرزوق لقد اخترت وأنت توزع مبررات الفشل ألا تفكر ولو للحظة واحدة فيما حدث، لم تفكر لحظة واحدة أنت وكل من معك من المنتمين لمن يدفع أكثر، ولمن يستخدمكم لأهداف ومصالح بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية وعن الشعب البائس المختطف منكم ومن قياداتكم في الداخل.

 

لم تفكر فيما جنيتموه من تلك المغامرة التي ورغم أنها في الظاهر عملية مقاومة ضد دولة الاحتلال الغاصب، لا يمكن لعاقل أن يهاجمها أو يرفضها فالمقاومة والجهاد ضد العدو أمر مشروع بل ومطلوب، وهذه العملية وإن كانت محسوبة كعملية مقاومة وتحسب كاختراق لدولة الكيان الغاصب ولكنها كانت ولا تزال أكبر عملية انتحار في تاريخ القضية الفلسطينية.. 

 

فمن يقر بأن عملية كهذه أوقعت في أحسن الأحوال ما يقرب من ثلاثة آلاف قتيل وجريح وأسير من رعايا دولة الكيان وجيشها الغاصب، يضيع أمامهم ما يقرب من ربع مليون من أبناء قطاع غزة ما بين شهيد وجريج ومفقود، النسبة الغالبة منهم من النساء والأطفال، من يقر هذا؟

 
إضافة لذلك تم تدمير قطاع غزة بالكامل وقدرت الأمم المتحدة أن التدمير الذي تعرضت له غزة يعيدها إلى عام 1980 وتحتاج عشرات المليارات من الدولارات فقط لرفع أنقاض البنايات التي تم تدميرها!   


ليس هذا فحسب، بل يصر سفاح دولة الكيان ورئيس حكومتها المجرمة أن جماعة أبو مرزوق وبعد أن يتوقف حمام الدم لن تعود لحكم غزة كما كان الوضع قبل أحداث السابع من أكتوبر الماضي!


أبو مرزوق وقادة الحركة في الداخل والخارج لم يقدموا للمتابعين في كل مكان في العالم عدد من فقدتهم الحركة من مقاومين وأين كانوا وقت استهدافهم، ولماذا كان الجانب الأكبر من مقاوميهم يختفون وسط تجمعات أهالي غزة المسالمين العزل، ما كان يدفع جيش دولة الكيان الغاصب تدمير أي منطقة تتوفر أية معلومة من عناصر، خائنة للأسف، عن وجود مقاومين في تلك المنطقة!

         
يا أخ أبو مرزوق.. تترك كل هذه التداخلات، والاتهامات والأخطاء وأنباء العمالة والتبعية وتقول إن مصر لا يمكن أن تعتبر نفسها وسيطًا محايدًا، وأنها لا تقف بجانب الفلسطينيين، وأنها تخلت عن غزة، ووقعت اتفاقية كامب ديفيد، وجعلت فيلادلفيا محورا بين الفلسطينيين والمصريين، والآن سمحت للإسرائيليين بالتواجد فيه، وتزعم أن مصر تقف عاجزة عن إيصال الغذاء والدواء وعليها أن تقوم بواجباتها، وأن مصر تستطيع وقف المجازر في غزة خلال يوم واحد.


يا سيد أبو مرزوق.. أيهما نصدق.. تلك التصريحات المسيئة أم التصريحات التي أدليت بها في مايو الماضي إلى تليفزيون ام بي سي وقلت فيها بالحرف الواحد: “نثمن المجهود الكبير الذي يبذله الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونؤكد أن الرئيس السيسي عينه على فلسطين وأطفالها ونسائها”، وقلت فيها أيضا إن الجانب المصري بيشتغل ليل نهار ونحن نشكرهم.. وسنهدي النصر إلى الرئيس السيسي والزعماء العرب.


على أي حال.. يا سيد أبو مرزوق عليك أن تعلم أن تصريحاتك عامة، المسيئة وغير المسيئة، لا تسعدنا ولا تغضبنا ولا ينل من صدقيتنا في الاهتمام بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المحتل، كلمة من هنا أو من هناك، مصر دولة كبرى ولا تهتم أو تنفعل ولا تؤثر فيها كلمة مسيئة منك أو من أمثالك ولا ننتظر كذلك كلمة شكر، فنحن نعرف جيدا إلى أي جهة تنحاز أنت ومن معك ونعلم المقابل الذى يتقاضاه مجاهدي الفنادق والمنتجعات!
 

 

يا سيد أبو مروزق.. نعلم أنك وفى أول مرور على القاهرة، سوف تعيد تصريحاتك التي نعرفها، وستقول في الخفاء ما لا يمكن أن نبوح به أو نعلنه حفاظا على أكل عيشك أنت ومن معك!

الجريدة الرسمية