رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو فعلتها ايران؟!

ماذا لو خالفت طهران والجماعات التابعة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، توقعات الجانب الأكبر من الخبراء والمحللين السياسيين، وأشعلوا الحرب التي يخشاها الجميع؟! ماذا لو حولوا تل ابيب والمدن الاسرائيلية الرئيسة إلي كتل نار، وإلي مستشفيات ومخابئ كبري!


وبالطبع، سيتوافق أو يتزامن مع هذا الرد الايراني الذي يسوق له مسئولون كثر في إيران بإنه سيكون ردا مزلزلا وغير مسبوق وغير متوقع، وسيتوافق معه أو يليه رد من جانب إسرائيل ومن وراءها بكل ما يملكون من أدوات ووسائل الحرب والتدمير..

 

ليتزامن مع إحراق تل أبيب بالتبعية إشعال النيران بشكل مبدئي في عواصم وأنحاء ستة دول عربية بشكل أساسي، ومن المحتمل أيضا وفي ظل هذا الافتراض الجدلي لإشتعال هذه الحرب الكبري، فإن التأثيرات المباشرة لها قد تمتد لتشمل عدد أكبر من الدول العربية، وغير العربية، وحتما فإن هذا التصعيد، في حالة وقوعه، سوف يكون له كذلك تأثيرات غير مباشرة علي غالبية دول العالم!


وهنا يثور السؤال، وربما عدة أسئلة حول رد الفعل المنتظر، فقد سبق وأن تلقت الدولة الإيرانية عدة ضربات مؤثرة، سواء داخل النطاق الجغرافي  للدولة الإيرانية أو في مناطق نفوذها في العواصم العربية الأربعة المعروفة، بيروت ودمشق وصنعاء وبغداد، وسجلت حوادث اختراق عديدة استهدفت الدولة الإيرانية ومسئوليها ومنتسبيها والتابعين لها..


فعلي سبيل المثال وليس الحصر، فقبل ما يقرب من أربع سنوات قتل العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة في سيارته في طهران، تم خلال الحادث إغتيال حراس الرجل المحيطين به بدراجاتهم البخارية وقتل سائقه الخاص وقتل الرجل نفسه في ذات الحادث، بينما لم يشأ الجناة المساس بزوجة المسئول الإيراني التي كانت تجلس بجواره..

 

وقبل سنوات قليلة كذلك وفي بغداد وبعد مغادرته مطار بغداد قادما من لبنان تم إغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس والمسئول العسكري الإيراني الكبير، والذي كان هو صاحب السطوة والنفوذ في العواصم العربية التي تخترقها وتسيطر عليها إيران، وقتل معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس وشخصيات أخرى من الميليشيات التي تدعمها إيران..

 

وفي دمشق وقبل أشهر قليلة أغارت مقاتلات جيش الإحتلال علي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق ونتج عن الحادث مقتل سبعة من مسئولي الحرس الثوري الإيراني.


وفي أعقاب كل حادث من تلك الحوادث، وهي عينة فقط من الحوادث التي قام بها الموساد بحق مسئولين إيرانيين وليس حصرا شاملا، كانت ايران تعلن في كل مرة أنها سترد وأنها ستأخذ بالثأر وأنها وأنها وأنها، ثم ينتهي الأمر برد أو شبه رد لا يترك أي أثر في إسرائيل أو غيرها..

 

وكان الرد الذي أعلنت عنه إيران عقب استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، خير مثل علي خلو الرد الإيراني من أي معني، وكأنه مسرحية كما ووصفت عملية الرد الإيراني في تلك المرة! ومن هنا يبدو السؤال المهم، وما يضمن التعهد الإيراني بالرد المختلف هذه المرة، وخلافا لما حدث في كل حوادث الاختراق السابقة للدولة الإيرانية؟  

 

هل يمكن إعتبار أن الأثر الذي تركه حادث إغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية ضيف الدولة خلال نومه في مقر إقامته التابع للمؤسسات السيادية الإيرانية، أثر مختلف علي صورة الدولة الإيرانية واجهزتها السيادية؟ هل إسماعيل هنية أعز علي الدولة الإيرانية من مسئولين إيرانيين كبارا إغتالهم الموساد في الحوادث العديدة التي وقعت خلال السنوات الماضية؟!

 

هل الاختراق الذي تم لمقر إقامة هنية شمالي طهران هو الأكثر تأثيرا علي نفوس قادة وأجهزة إيران، ما يدعوهم الي الرد المزلزل الذي نفترض أنه سيكون مختلفا وسيشعل الحرب الكبرى في المنطقة؟!


الحقيقة أن الرد الإيراني المفترض، حذر به مسئولو الحرس الثوري الإيراني ورجال الدولة في إيران وقالوا في تصريحات رسمية بإنه سيكون ردا غير كل مرة، وأنه سيكون مفاجئا وبعكس كل التوقعات التي وضعها المسئولون الاسرائيليون علي الطاولة، وهم يتأهبون لتلقي الرد الايراني انتقاما لإغتيال إسماعيل هنية. (للعلم العبارات السابقة مقتبسة من تصريحات رسمية لكل من رئيس الحرس الثوري الايراني ورئيس البرلمان والمتحدث باسم الخارجية).

 


علي أي حال، وحيال تواتر الأخبار حول موعد الرد الإيراني، فبعد أن قال البعض أنه سيكون الجمعة، عاد من يقول أن الرد الايراني سيكون يوم الاثنين، وبعدها أعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني أن الرد سيكون مفاجئا في كل شيئ، في شكله وفي موعده.. وأضاف ان موعده سيكون مفاجئة للعدو الإسرائيلي، وقال في تصريحات صحفية ان الموعد سيعلن في الوقت المناسب!
 

وحيال كل هذه التداخلات، تبقي كافة الاحتمالات مفتوحة ويبقي كذلك الافتراض الذي اشرت إليه في بداية هذا المقال مجرد إحتمال أظنه لن يحدث!

الجريدة الرسمية