رئيس التحرير
عصام كامل

أولويات!

هل التوسع فى انتاج السيارات يمثل أولوية تسبق إنتاج الاطارات والبطاريات مثلا؟! بالطبع لا! وقس على ذلك إنتاج العديد من السلع الأخرى.. لذلك حينما نشجع الاستثمار الداخلى أو الأجنبى يتعين أن نضع في اعتبارنا ترتيب الاولويات بالنسبة للناس.. أى يجب أن نمنح اهتماما لإنتاج السلع الأكثر حاجة لها على إنتاج السلع التى تليها في الأهمية.

 
إن تشجيعنا للاستثمار الخاص، محلى وأجنبي، يتعين أن يستأثر به أصحاب المشروعات التى تمثل لنا أولوية.. أى التى تغنينا عن الإستيراد من الخارج والتى تيسر لنا زيادة صادراتنا إلى الخارج.. فهذا من شأنه أن يجير الفجوة الدولارية وبالتالى يحمى الجنيه من الإنخفاض المستمر، وهو ما سوف يحمى الناس من التضخم والغلاء.

 
وتستطيع الحكومة أن تجتذب المستثمرين ورجال الأعمال لتنفيذ مشروعات تتوافق مع أولوياتنا الاقتصادية من خلال منح مزايا تفضيلية لهذه المشروعات.. هكذا فعلت الصين وهى تخطو أولى خطواتها لتحقيق النهوض الاقتصادى، وبذلك صارت ثانى أكبر إقتصاد في العالم، وأضحت أكبر بلد يجتذب استثمارات أجنبية! 

 


ويمكن لرئيس الحكومة أن يكلف وزراء المجموعة الاقتصادية بإعداد قائمة من السلع التى تمثل أولوية لنا ويبدأ العمل من مؤسسات الدولة على إجتذاب المستثمرين لإنتاجها داخل البلاد.. وبذلك نشجع أكثر من ينتج لما يمثل أولولية لنا.. أما تعميم التشجيع والمزايا الممنوحة للمستثمرين فلا يجدى ولا يفيد في تنفيذ استثمارات نحتاجها أكثر من غيرها.. وهذا يعد أساس التخطيط الاقتصادى الذى دمجناه مع وزارة التعاون الدولى.  

الجريدة الرسمية