بداية مشجعةَ ونهاية بعيدة!
أمس أعلن جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي أنه رغم البداية المشجعة لمفاوضات هدنة غزة إلا أن التوصل إلى إتفاق ليس قريبا، فقد تم التوصل إلى سد بعض الفجوات، ومازالت هناك فجوات أخرى بين الجانبين، حماس وإسرائيل!
وهذا يعني أن هذه الجولة من المفاوضات لن تكون الأخيرة، وسوف يكون هناك جولات جديدة من المفاوضات، وسوف يستمر ترقب الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران وسوف يستمر القتل والتدمير والتجويع في غزة، وسوف تستمر صرخات الاستغاثة من اَهلها دون مجيب إلى أجل غير مسمى حتى الآن!
والملفت للانتباه أن جون كيربي اكتفى بالقول أن واشنطن تحث كل الأطراف على التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار، ولم يوجه لوما ولو غير مباشر لإسرائيل التي أضاف رئيس حكومتها مطالب جديدة لم تكن ضمن اقتراح بايدن الذي يقضي بإنهاء الحرب على مراحل، مثل عدم الانسحاب من محور فيلادفيا، وتفتيش العائدين إلى شمال القطاع من أهل غزة، وطرد قادة حماس حتى الصف الثالث خارج القطاع، والتحكم في تحديد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم!
بل إن كيربي رمى بالكرة في ملعب حماس حينما قال إن ما تم التوصل إليه في مفاوضات الدوحة سوف يتم نقله إلى حماس وإنتظار ردها عليه، وكأنه يريد تحميلها مسئولية تأخر إتفاق الهدنة!
وكل هذا يثير الشكوك في مدى جدية الإدارة الأمريكية للتوصل إلى إتفاق عاجل وسريع للهدنة في غزة.. فهي إذا كانت تريده من أجل انتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر المقبل فقد تكون ترغب أن يأتي هذا الاتفاق قرب الإنتخابات ليؤثر على الناخبين الأمريكيين المطالبين الإدارة الامريكية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب.. ربما لأنها لا تضمن استمرار تنفيذ الاتفاق بعد إنتهاء مرحلته الأولى التي تمتد لنحو ستة أسابيع.