رئيس التحرير
عصام كامل

من أين جاء بايدن بالتفاؤل؟!

لا يتوقف الرئيس الأمريكى بايدن عن نثر التفاؤل هنا وهناك عبر تصريحاته في قرب التوصل إلى إتفاق هدنة في غزة تفضى إلى وقف الحرب.. بينما تشكك حركة حماس في ذلك ولا ترى أن الإتفاق وشيك وأن تفاوءل بايدن في غير محله.. أما في إسرائيل فهناك شكوك واسعة تتزايد يوما بعد آخر في أن نتنياهو سوف يقبل تلك الهدنة، وأنه يتحين الفرصة بتخريبها وإلا لما أضاف مطالب جديدة له لم يتضمنها اقتراح بايدن لصفقة الهدنة.

 
إذن يبقى ضروريا هنا السؤال.. من أين جاء بايدن بتفاءله هذا؟! وهل هو تفاؤل حقيقى أم خادع لغرض ما؟! 
 

هناك من يقول أن إتفاق الهدنة في غزة يحتاجه الحزب الديمقراطى لدعم مرشحته كامالا هـاريس في انتخابات الرئاسة المقبلة، لانه سيسهل حصولها على أصوات الأمريكيين الرافضين لإستمرار حرب غزة.. لكن هناك من يقول أيضا إن القضايا الداخلية هى التى تصوغ اتجاهات التصويت في الانتخابات الامريكية وليست القضايا الخارجية.. 

فضلا عن الناخبين الأمريكيين قد يرون أن هاريس قد تكون أهون وأقل ضررا على القضية الفلسطينية من ترامب الذى سيعتقل كما قال كل من يؤيد الحق الفلسطيني في التحرر من الإحتلال الاسرائيلى.

 
كما هناك من يعتقد أن بايدن يروج للتوصل إلى إتفاق الهدنة في غزة ليؤجل الرد الإيرانى على إغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران إلى أجل غير مسمى.. أى أنه يحمى إسرائيل من ضربة إيرانية.

 


على كل حال الأيام المقبلة هى التى ستكشف لنا ما إذا كان تفاؤل بايدن حقيقى أم زائف، وهو في يده أن يجعله تفاؤلا حقيقيا بالضغط الكافى على إسرائيل لتقبل التوصل إلى إتفاق الهدنة.

الجريدة الرسمية