رئيس التحرير
عصام كامل

لا يأسفون إنما يبررون!

تخيلوا طالبا راسبا في الثانوية العامة بدلا من أن يبدى الأسف يقوم بتبرير رسوبه بأن هناك طلابا يرسبون في دراستهم في جميع أنحاء العالم.. هذا ما فعله السيد رئيس هيئة الدواء حينما خرج علينا ليبرر النقص في الدواء بأن كل دول العالم يوجد بها نقص في الدواء!

 
لم يأسف الرجل لهذا النقص في الدواء الذى يتزايد يوما بعد الآخر بعد أن استنفذت الصيدليات مخزونها من أدوية كثيرة وتوقفت الشركات عن إنتاج المزيد منها، انتظارا لتلبية طلبها برفع الأسعار بعد انخفاض الجنيه، رغم أن المرضى يعانون الأن بشدة، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكر والضغط.

  
إن هذا الحال لا يمكن أن يستمر، فإن الدواء بالنسبة للمرضى يشبه الخبز بالنسبة للجوعى من الفقراء.. ولا يصح أن نقول للمرضى الذين يعانون من نقص الدواء إن العالم كله يوجد فيه نقص في الأدوية.. فهذا ليس صحيحا بالمرة.

حيث توجد دول الآن ليس لديها مشكلة أو أزمة في الدواء، وحتى إذا وجدت دول تعانى مثلنا نقص في الدواء فإن من  واجب الجهات المسئولة فيها مثل هيئة الدواء أن تجد حلا سريعا وفوريا لهذه المشكلة، وأن تمنح ذلك أولوية قصوى، ولا يخرج مسئوليها ليبرروا هذا النقص في الأدوية.

 
كفانا تبريرا لقد شبانا منه أو بالأصح سأمنا منه.. التبرير لن يفيدنا ولن يحل مشاكلنا، بل العكس تماما يفاقمها ويزيدها حدة وتأزما لأنه يعطلنا عن حل وعلاج هذه المشاكل.

 

 
وإذا كانت مشكلة نقص الدواء سببها ضغوط الشركات المنتجة للأدوية من أجل رفع الأسعار لتجدوا حلا سريعا مع هذه الشركات والتوصل إلى تفاهمات عاجلة معها لتوفير الأدوية للمرضى.

الجريدة الرسمية