رئيس التحرير
عصام كامل

من الآيات القرآنية الجامعة (4)

عزيزي القارئ مازال الحديث عن الأمر الإلهي لعباده بالإحسان، وكنا قد توقفنا عند سؤال: من هم عباد الله المحسنين وما فضل الإحسان ومنزلة المحسنين عند الله تعالى؟ المحسنين هم عباد الله تعالى أهل الإيمان والصلاح والتقوى، وهم الذين أخلصوا في عبادة ربهم وصدقوا في حالهم وطلبهم لربهم عز وجل، وهم الذين لم تقصر أعمالهم على ما فرض الله بل إجتهدوا في أعمال النوافل والبر والمعروف.

 

وهم أهل أهل التهجد والقيام بالليل والأسحار، وأهل الذكر والاستغفار وأهل الجود والكرم والسخاء.  يقول سبحانه وصفا لحالهم: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ". وهم أهل المجاهدة في الله تعالى الذين أقامهم في معيته. 

 

يقول سبحانه وتعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ". وهم أهل الرضا والتسليم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يقول تبارك في علاه "بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". وهم الذين حَسٌنَ دينهم والمستمسكون بالعروة الوثقى، حيث يقول عز من قائل "وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ". 

 

وهم الذين وعدهم الله الجنة وزادهم برؤية وجهه تعالى الكريم حيث يقول تعالى “لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى” أي الجنة، "وَزِيَادَةٌ" أي التمتع بالنظر إلى وجه الله تعالى الكريم، "لَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، إشارة إلى سعادتهم وأمنهم وإطمئنانهم عند لقاء ربهم عز وجل ومتع قلوبهم وأرواحهم بأعظم وأجل نعمة وهي النظر إلى وجه الله تعالى الكريم. 

 

وهم الذين لهم عند ربهم ما يشاءون والذين يكفر الله تعالى عنهم أسوأ ما عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. حيث يقول جل جلاله "لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ".

 

 

والمحسنين هم الفائزون بمحبة الله تعالى لهم لقوله تعالى "وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". وقوله سبحانه "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".. عزيزي القارئ نستكمل الحديث بمشيئة الله تعالى في المقال التالي.

الجريدة الرسمية